منتدى الحاج موسى
مرحب بك زائرنا الكريم فى منتديات الحاج موسى
انت غير مسجل اضغط هنا على تسجيل شاكرين

منتدى الحاج موسى
مرحب بك زائرنا الكريم فى منتديات الحاج موسى
انت غير مسجل اضغط هنا على تسجيل شاكرين

منتدى الحاج موسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الحاج موسى

معتمدية ام القرى شرقى مدنى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سلام وين نزل محياكم ونرحب بكل الاعضاء الكرام فى منتديات الحاج موسى ونتمنى لهم قضاء وقت ممتع فى رحابها شاكرين لكم حضوركم ولا تحرمونا من طلتكم المتواصلة
يا وهج كل الشموس الراسخه فى الاعماق حكايه ,,سنة أربعين فى قرية في جوف السودان ،، كانت بيوتها مشتتة ،،وكان الزمن لسع صبى وكان الليل عقاب شتا ،، وكانت رياح الليل تعربد تمشي ،،بينات النخيل والضفه والموج فى كتال،، رسماً ثم همساً تنطق الحرف الوفى هنا الحضاره هنا الحاج موسى
اجيك سيفاً سنين مسلول ،،وراكز ضمه فوق الحيل ،،اجيك مسدار من الدوباى ،،،واجيك دعاش وراهو السيل

 

 الاسلام والجمال ،،،

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابو غفاري
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو غفاري


المشاركات : 201
نقاط : 332
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

الاسلام والجمال ،،، Empty
مُساهمةموضوع: الاسلام والجمال ،،،   الاسلام والجمال ،،، Empty29/4/2011, 3:47 pm

أثر الإسلام في تصور الجمال
تعريف الجمال:
نظرا لارتباط معنى الفن بالجمال، فلابد أن نتعرف على معنى الجمال أولا في اللغة، كذلك في العرف أيضا، فالـجَمَال في اللغة العربية : مصدر الـجَمِيل، والفعل جَمُل. وقوله عزّ وجلّ : { وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُون وَحِينَ تَسْرَحُونَ } [النحل : 6]؛ أَي بهاء وحسن. قال ابن سيده : الـجَمَال الـحُسن يكون فـي الفعل والـخَـلْق. وقد جَمُل الرجُل، بالضم، جَمَالاً، فهو جَمِيل و جُمَال، بالتـخفـيف؛ هذه عن اللـحيانـي، و جُمَّال، الأَخيرة لا تُكَسَّر. والـجُمَّال، بالضم والتشديد: أَجمل من الـجَمِيل. و جَمَّله أَي زَيَّنه. والتَّـجَمُّل: تَكَلُّف الـجَمِيل [لسان العرب لابن منظور].
طبيعة الجمال في النفس البشرية وفي الكون :
فطر الله النفس البشرية على حب كل جميل، والنفور من كل قبيح، فللجمال شرف فاق كل شرف، ألا ترى من شرف الجمال أن يدعيه من هو ليس بأهله، كما أنه من حقارة القبح أن ينكره من هو أهله، وكما جعل الله ذلك الشرف والميل للجمال أمراً طبيعيا في الفطرة السليمة، كذلك جعله أمرًا محثوثًا عليه في الشرع والدين، ففي الجمال اجتماع للأمر الكوني والأمر الشرعي في انسجام باهر.
وشاءت قدرة المبدع ـ سبحانه وتعالى ـ أن يجعل من الجمال _في شتى صوره _ مناط رضى وسعادة لدى الإنسان، واستساغة الجمال حقًا مشاعًا، وربما تختلف مقاييسه من فرد لفرد، ومن عصر لعصر، لكنه اختلاف محدود قد يمس جانباً من الجوانب، أو عنصراً من العناصر التي تشكل القيمة الجمالية.
والجمال ليس قيمة سلبية لمجرد الزينة، كما أنه ليس تشكلاً ماديّا فحسب، ولكنه بالمعنى الصحيح : حقيقة مركبة في مداخلها وعناصرها وتأثيراتها المادية والروحية، وموجاته الظاهرة والخفية، وفي انعكاساته على الكائن الحي، ذلك لأن أثره يخالط الروح والنفس والعقل، فتنطلق ردود أفعال متباينة، بعضها يبدو جليّاً وبعضها الآخر يفعل فعله داخلياً، لكن محصلة ذلك كله ما يتحقق للإنسان من سعادة ومتعة، وما ينبثق عن ذلك من منفعة، تتجلى فيما يأتي أو يدع من أفعال وأقوال، وفيما يحتدم داخله من انفعالات ومشاعر.
والجمال بداهة لا يرتبط بالمظاهر الحسية وحدها، وهذه قضية هامة من وجهة النظر الإسلامية، فالمرأة الجميلة الفاتنة لا يصح أن تكون مجرد أداة لإثارة الشهوة البهيمية، وارتكاب الرذيلة، وإشباع الرغبة الآثمة، وجمال الطبيعة وما فيها من ورود وزهور وأنهار وجبال وطيور، ليس مجرد جمال سطحي، لكنه ينبع من قوة مبدعة قادرة، خلقت فأحسنت، وصنعت فخلبت الألباب والأبصار، وأثارت الفكر والتأمل، وفتحت أبواب الإيمان واليقين بهذه القدرة المعجزة الخالقة، وإذا كان الاستمتاع بالجمال مباحاً في الأصول الإسلامية، فإنه مدخل إلى ارتقاء الروح والذوق، وسمو النفس وخلاصها من التردي والسقوط، ومحرك للفكر كي يجول إلى ما هو أبعد من المظاهر الحسية التي قد كتب عليها الزوال، فالجمال سبب من أسباب الإيمان، وعنصر من عناصره، والقيم الجمالية الفنية تحمل على جناحيها ما يعمق هذا الإيمان ويقويه، ويجعله وسيلة للسعادة والخير في هذه الحياة.
الجمال في النص الشرعي :
و الجمال في فطرة الإنسان يميل إليه بطبعه، وهذا لا يحتاج إلى تدليل، إذ هو محسوس مشاهد في كل زمان ومكان، وأما ما ورد في نصوص الشرع الحنيف من دعوة للتأمل في الجمال، فهي كثيرة، نذكر منها ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ الآتي :
أولاً : ما ورد في القرآن الكريم من قوله تعالى : { وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8) } [النحل : 5-8]، ومثله ما ورد في ذكر جمال منظر السماء، والحث على النظر إليه بقوله سبحانه و تعالى : {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِين}[الحجر: 11]، ويشبه ذلك أيضا ما ذكره الله سبحانه تعالى في معرض منِّه على الإنسان بالمخلوقات التي تبعث البهجة في النفوس، كما في قوله تعالى: {أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ} [النمل : 60].
ففي هذه الآيات دلالة واضحة، على عظم قيمة الجمال ؛ حيث امتن الله على الإنسان بكل مظهر جميل، وحث المؤمنين على النظر في كل جميل؛ حتى تسمو نفوسهم وترتقي لفهم المعاني الجليلة. وأما ما ورد في السنة المشرفة، فمثل حديث عبد الله بن مسعود، الذي يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ". قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة. قال : " إن الله جميل، يحب الجمال. الكبر بطر الحق وغمط الناس".
ففي الحديث دعوة صريحة من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته للاهتمام بالجمال المظهري، وقد علل هذه الدعوة بأن الله جميل، فالله عز وجل متصف بكل صفات الجمال ونعوت الكمال والجلال.
ويؤكد هذا المعنى هذا الحديث الذي رواه معاذ بن جبل قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال : يا رسول الله، إني أحب الجمال، وإني أحب أن أُحمد ـ كأنه يخاف على نفسه ـ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وما يمنعك أن تحب أن تعيش حميدا وتموت سعيدا؟ وإنما بعثت على تمام محاسن الأخلاق ".
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الجمال، وحب الذكر الحسن، من سعادة الدنيا، بل جعله من مكارم الأخلاق التي بعث صلى الله عليه وسلم ليتممها.
ولو ذكرنا النصوص الواردة في الكتاب والسنة التي تحث على الجمال، وتؤيده، لطال بنا المقام، ونرى فيما ذكر الكفاية، فإن فضل الجمال ، والحث على التأمل في كل جميل، والتعبير عن هذا الإحساس أمر لا يختلف عليه المسلمون، ولا حتى العقلاء.
إدراك الإنسان للجمال مقدمة للفن :
مما سبق نعلم أن النفوس تدرك الجمال عن طريق الحواس، فالعين تدرك المنظر الجميل، والأذن تدرك الصوت الجميل، والأنف تدرك الرائحة الزكية الجميلة، واليد تدرك الملمس الجميل، كما أن اللسان يدرك الطعم الجميل.
فإدراك الجمال وظيفة الحواس التي خلقها الله في الإنسان، ومن الخطأ أن نعتقد أن للجمال مقاييسه الحسية وحدها، تلك التي تقع عليها العين، أو تسمعها الأذن، أو يشمها الأنف، أو يتذوقها اللسان، أو تتحرك لها لمسات الأطراف العصبية، فالجمال مادة وروح، وإحساس وشعور، وعقل ووجدان، فإذا التقى فلاسفة الجمال في بعض الجوانب أو العناصر، فستظل هناك في عالم الجمال مناطق يعجز الفكر الفلسفي عن إدراك كنهها، والوصول إلى أبعادها، فليس العقل وحده هو القوة القادرة على استكناه كل أسرار الوجود وما خفي فيه، ولحكمة يقول الله في كتابه العزيز : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى القُلُوبُ الَتِي فِي الصُّدُورِ َ}.
والسؤال هو ماذا يفعل الإنسان إذا أراد أن يعبر عن هذا الجمال الذي أدركه، وكيف يعبر عنه ، وما اسم هذا التعبير ؟
فالإجابة أن ليس للإنسان سبيل للتعبير عن مشاعره، إلا بالفن، فالفن هو اسم لتعبير الإنسان عن شعوره بالجمال.
فالإسلام دين واقعي ، فهو يتعامل مع الإنسان كله : جسمه وروحه ، وعقله ووجدانه ، ويطالبه أن يغذيها جميعا ، بما يشبع حاجتها ، في حدود الاعتدال ، الذي هو صفة " عباد الرحمن ": { وَ الَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا ولَمْ يقْترُوا وَكاَنَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاَمَا }، وليس هذا خلقهم في أمر المال فقط، بل هو خلق أساسي عام في كل الأمور، هو المنهج الوَسَط للأمة الوسَطَ .
وإذا كانت الرياضة تغذى الجسم ، والعبادة تغذى الروح ، و العلم يغذى العقل ، فإن الفن يغذى الوجدان، ونريد بالفن : النوع الراقي الذي يسمو بالإنسان ، لا الذي يهبط به.
وقد أحيا الإسلام ألواناً من الفنون ، ازدهرت في حضارته وتميزت بها عن الحضارات الأخرى مثل فن الخط والزخرفة والنقوش : في المساجد ، والمنازل ، والسيوف، والأواني النحاسية والخشبية والخزفية وغيرها .
كما اهتم الإسلام بالفنون الأدبية التي نبغ فيها العرب من قديم ، وأضافوا إليها ما تعلموه من الأمم الأخرى ، وجاء القرآن يمثل قمة الفن الأدبي ، وقراءة القرآن وسماعه عند من عقل وتأمل إنما هما غذاء للوجدان والروح لا يعدله ولا يدانيه غذاء ، وليس هذا لمضمونه ومحتواه فقط، بل لطريقة أدائه أيضاً، وما يصحبها من ترتيل وتجويد وتحبير تستمتع به الآذان، وتطرب له القلوب، وخصوصاً إذا تلاه قارئ حسن الصوت، ولهذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لأبي موسى: "يا أبا موسى لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود ".
فالقرآن الكريم آية الإسلام الكبرى ، و معجزة‌الرسول العظمى : يعتبر معجزة جمالية ، إضافة إلى أنه معجزة عقيلة ، فقد أعجز العرب بجمال بيانه ، وروعة نظمه و أسلوبه ، و تفرد لحنه وموسيقاه ، حتى سماه بعضهم : سحراً .
مفهوم الفن الإسلامي :
ولم تكن علاقة الإسلام بالفن تقتصر على توصيفه الشرعي فحسب، بل كان هناك فن منسوب إليه عبر العصور، يسمى بالفن الإسلامي، فما هي "الإسلامية" التي يمكنها أن تحدد المنعوت - وهو الفن- وتميزه فتجعله نسقًا قائمًا بذاته منفصلاً عن غيره ؟ هل الإسلامية صفة تاريخية، أي تنسحب على فترة تاريخية معينة، وإن كانت كذلك فما هي تلك الفترة ؟ هل هي فترة ذروة الحضارة الإسلامية إبداعيًا؟ أم هي فترة الفتوحات الواسعة؟ أم هي بعد ذلك؟
أم هل "الإسلامية" صفة مكانية، من ثم ترتبط بمكان معين أو حاضرة بعينها؟
وهذا السؤال عن المكانية مثله مثل السؤال عن الزمانية يطرح إشكالية التعددية والتنوع داخل النسق كما سنرى.
أم هل "الإسلامية" صفة مرتبطة بالفعلية ؟ بمعنى أن ثمة فعلاً يمكن قرنه بهذه الصفة، وفعلاً آخر لا يمكن قرنه بها ولا إضافة هذا النعت له.
أم هل تُرى "الإسلامية" صفة تنبع من الفاعلية ؟ أي أنه كلما كان الفاعل مسلمًا كان الفعل إسلاميا والمنتوج إسلاميا كذلك، بغض النظر عن صفاته البنائية وخصائصه المميزة؟
كل هذه التساؤلات باختصار هي تساؤلات تدور حول ما يجعل الإسلامي إسلاميًا، وهي قديمة قدم الصفة ذاتها وقدم خاصية التفكر والنظر، والاجتهادات في هذا الصدد كثيرة، وكل الإجابات مقبولة وصحيحة.
وهذا التنوع في الإجابة لا يدل على غموض، وإنما على ثراء وتكثيف الصفة في ذاتها، بحيث إننا يمكننا أن نتكلم عن إمكانياتها المكانية والزمانية والفعلية والفاعلية والبنائية في آن واحد.
وكمثال على الزمانية سنجد أن معظم من تكلم عن الفن الإسلامي إنما اختاروا الكلام عن حقبة الحضارة الإسلامية في ازدهارها الإبداعي، وضربوا الأمثلة من بقاع متفرقة من سمرقند في الشرق وقرطبة في الغرب، ومن أشبيلية في الشمال حتى تمبكتو في الجنوب، مرورًا بالقاهرة وتبريز وأصفهان وخراسان وبانيالوقا وإستانبول وغيرها.
بمعنى أن النقاد الذين اختاروا الزمانية كمحدد رأوا في المكانية والتعددية صفة ثانوية تؤكد خصوصية النسق الذي بنوه.
بينما نجد أن من تعصب للمكانية، فتكلم عن الأندلسي، والمصري، والمغربي، والتركي، والفارسي، والسمرقندي، والقمي، وغير ذلك من صفات مكانية، قد شد عينه وجذب انتباهه التنوع والخصوصية الكامنة في كل مكان؛ فحولت انتباهه عن العناصر العمومية الممتدة عبر المكان وعبر الزمان.
ونجد أن الفعلية تتجلى بالخصوص في فن الخط العربي، حيث المنتج والفعل مرتبط بالإسلام أساسا من خلال ارتباطه باللغة وجماليات الحرف العربي كنسق وحرفة أرسيت دعائمها منذ أقدم العصور الإسلامية، وسنرى هنا أن الفعلية قد جاوزت المكان، فهناك ابن مقلة وإنتاجه من بغداد، وهناك عبد الله هاشم وإنتاجه من إستانبول. وجاوزت الزمان، فها هو هلال العراقي العباسي، وهاكم محمد إبراهيم المصري المعاصر، فهي صفة نبعت من المنتج والفعل في ذاته.
أثر الإسلام في تصور الجمال:
اثنان لا يجتمعان القبح والجمال، فإذا ظهر الجمال اختفى القبح وإذا ظهر القبح اختفى الجمال، فهما نقيضان والنقيضان لا يجتمعان ولا يلتقيان.
والإنسان من بين المخلوقات جميعا هو الذي لديه القدرة على معرفة الجميل من القبيح والتمييز بينهما، وما كان ذلك للإنسان إلا لأن حياته لا ينعم بها إلا بإيمانه بقيمة الجمال والإحساس به وسعيه الدائم نحو كل جميل ونفوره وابتعاده عن كل ذميم وقبيح.
ومن ثم كان الجمال في حياة الإنسان قيمة كبرى جاء الإسلام بتعاليمه وآدابه وتشريعاته يدعو إليها ويرغب فيها، ويحث الناس على التمسك بها والتعايش معها والتنعم بها، فإذا اختلت علاقة الإنسان بالجمال في الحياة أو انهارت فهذا معناه أن الإنسان فقد عنصرا مهما من مقومات الحياة الطيبة، وتخلى عن قيمة عليا من القيم التي تحكم العلاقة بين الإنسان والإنسان والأحياء والأشياء جميعا.
ذلك لأن القيم الإسلامية العليا وارتباطها بعقيدة الإسلام تجعل لكل قيمة خصوصيتها وذاتيتها واستقلالها عن قيمة أخرى في ثقافة مختلفة، وإن اتفقنا في الاسم والعنوان، فالجمال في الإسلام غير الجمال في الثقافة الغربية بتنوعها، أو المسيحية في تخصصها، ولا تنفصل القيم العليا عن بعضها البعض بل هي ترتبط ارتبطا وثيقا بالصلة بينهما والتصور العام الذي يظلها وتنتمي إليه.
ولقد اختلت واختلطت هذه القيم في مفهوم المسلمين وفي سلوكهم اليوم وصار التعامل معها انتقاءً، وحسب الظروف والمقتضيات، ودخلت هذه القيم عالم الشعارات بعد أن خرجت مطرودة من عالم التطبيق لعجز المسلمين وضعفهم، واختلال الرؤى، وعدم القدرة على التناول والممارسة، وانشغالهم بأفكار استوردوها أو كونوها حسب ما تمثل في ذواتهم من انهزام وتخلف ورغبة في الخروج من تلك الدائرة دون الأخذ في الاعتبار بالشروط المطلوبة التي لا تكون نهضة بغيرها، وكلها في كتاب الله عز وجل.
نظرة متميزة
والأمر الذي جعل القيم والأخلاق في الإسلام تختلف عنها في الحضارات غير الإسلامية هو أن الأخلاق والمبادئ والقيم في ديننا الإسلامي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالعقيدة والإيمان، فلا قيم بغير عقيدة ولا أخلاق بغير إيمان، ومن ثم تختلف نظرتنا الإسلامية للجمال عنها في الغرب.
الجمال عندنا آية من آيات الله في الكون والحياة، أما غيرنا فقصروه على الشهوة والجنس في الغالب.
فالقيم والمبادئ والأخلاق في حياتنا نمارسها ونؤديها طاعة وعبادة نرجو منها المثوبة من الله عز وجل، أما غيرنا فليسوا كذلك؛ إذ يتعامل مع هذه القيم من منطلق مادي مجرد من أي إيمان أو عقيدة، بل من منطلق نفعي حيواني يُفسد روابط الأسر، ويُحل قيود الأخلاق، وينتهي بالأمم في النهاية إلى البوار، فكل أمة أطلقت لنفسها شهوة عشق الجمال الجسدي والجمال الجنسي كانت نتيجتها واحدة في النهاية.. تحطمت وتغلب عليها غيرها من الأمم المتحدة.. من الأمم القوية المتماسكة التي لم تفسد بعد. وتلك تجربة التاريخ لا ينبغي أن نغفلها.
إذن فالجمال وكل قيمة من قيم الإسلام، لها جذورها وأصولها التي تذهب بها من مذاهب الحق والخير وتسمو بها بعيدا عن الحضيض والطين، وتحلق معها في عالم الخيال والرقي والبهاء، لا عالم الجنس والشهوة والطغيان.
أصل لا عارض
ومن الجميل أن نثبت هنا التصور الكلي للظاهرة الجمالية عند أحد الكتاب المسلمين المعاصرين وهو صالح الشامي إذ يقول:
"الجمال حقيقية ثابتة في كيان هذا الوجود، وهو قيمة من القيم العليا تعلو عن المنفعة واللذة، وهو سمة بارزة في الصنعة الإلهية، وإن وجوده فيها مقصود لا عرضي، وإن من خصائصه العموم والشمول، وهو الذروة دائما إذ به تستكمل القضايا والأشياء، وإن المنهج الإلهي واحد من ميادينه يقوم الجمال في مادته وفي أسلوبه.
وسمات المنهج هي المقاييس الجمالية الثابتة، وإن تطبيق المنهج يحقق الجمال في الحياة، وإن الطبيعة ميدان من ميادينه وإن وجوده فيما لا نبصر منها كوجوده فيما نبصر. والإنسان واحد من ميادينه".
نعم للجمال ظاهره وباطنه، فهو في ظاهرة حقيقة ووجود، وهو في باطنه فطرة واستعداد، والإنسان مدعو إلى تطبيق المنهج لكي يحقق الجمال في كيانه النفسي وفي سلوكه وفي إنتاجه… والفن بعض إنتاجه.
والظاهرة الجمالية لا تستمد وجودها من الفلسفة، إنما من المنهج الإلهي، ولذا كان التصور المسبق لهذا المنهج ضرورة لازمة إذا أردنا الوقوف على تصور كلي للظاهرة الجمالية، ذلك أن التصور الثاني للظاهرة الجمالية في مقام الظل من التصور الأول للمنهج الإلهي.
وفي الآيات القرآنية والأحاديث النبوية نصوص تبرز قيمة الجمال وتدعونا إلى التنعم بهذه النعمة العظيمة والتأمل في قدرة الله تعالى من خلالها.. الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي صور فأجاد وأحسن… وصدق الله إذ يقول: "أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج" ق 7،8.
ويقول: "وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة" النمل 60.
هذا مما يقوله القرآن الكريم عن جمال السماوات الأرض والنباتات. وفي جمال الحيوان يقول تعالى: "ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون" النحل 6.
أما جمال الإنسان فيقول عنه: "لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" التين 4.
وقوله تعالى: "وصوركم فأحسن صوركم" التغابن 3.
وقوله سبحانه: "الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك" الانفطار 7،8.
كن جميلا
فيا أخي؛ كن جميلا تر الوجود جميلا، فالله جميل يحب الجمال في كل شيء، في بيتك وعملك، في ثوبك ونعلك، نربي أنفسنا على حب الجمال والتفاعل والتعامل معه، وكذلك ننشئ أبناءنا على حب هذه القيمة ومعايشتها.
ومن اليوم لنا أن ندخل منهج التربية الجمالية في أسلوب حياتنا، في بيعنا وشرائنا، وأخذنا وعطائنا، وفي إقامتنا وترحالنا، في مدارسنا وملاعبنا، في حدائقنا ومزارعنا، في حقولنا ومصانعنا… فالجمال قيمة عليا في حياتنا تدفعنا نحو التفاؤل والأمل وتزرع فينا روح الفرح والمرح، وتدعونا إلى التفكر والخشوع لرب الكون المعبود.
وطن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسلام والجمال ،،،
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحاج موسى :: المنتديات العامة :: المنتدى الدينى-
انتقل الى: