منتدى الحاج موسى
مرحب بك زائرنا الكريم فى منتديات الحاج موسى
انت غير مسجل اضغط هنا على تسجيل شاكرين

منتدى الحاج موسى
مرحب بك زائرنا الكريم فى منتديات الحاج موسى
انت غير مسجل اضغط هنا على تسجيل شاكرين

منتدى الحاج موسى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الحاج موسى

معتمدية ام القرى شرقى مدنى
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سلام وين نزل محياكم ونرحب بكل الاعضاء الكرام فى منتديات الحاج موسى ونتمنى لهم قضاء وقت ممتع فى رحابها شاكرين لكم حضوركم ولا تحرمونا من طلتكم المتواصلة
يا وهج كل الشموس الراسخه فى الاعماق حكايه ,,سنة أربعين فى قرية في جوف السودان ،، كانت بيوتها مشتتة ،،وكان الزمن لسع صبى وكان الليل عقاب شتا ،، وكانت رياح الليل تعربد تمشي ،،بينات النخيل والضفه والموج فى كتال،، رسماً ثم همساً تنطق الحرف الوفى هنا الحضاره هنا الحاج موسى
اجيك سيفاً سنين مسلول ،،وراكز ضمه فوق الحيل ،،اجيك مسدار من الدوباى ،،،واجيك دعاش وراهو السيل

 

 ابو الجـعافـــــــــر

اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع



المشاركات : 588
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 8:55 pm

إجازة الكريسماس في ضيافة كدودة

في ليلة كان فيها الآلاف يعانون فيها من آثار التحام حابل المسلمين بنابل المسيحيين في جولات من الهجيج الكريسماسي، كنت ضمن نحو (1500) شخص اجتمعوا في قاعة الصداقة يحتفون بفاروق كدودة.. نعم كان احتفاء وليس بكائية.. تبارى ممثلو الأحزاب السياسية والمؤسسات التعليمية وأصدقاء وأقارب فقيدنا الضخم السامق الباسق الشاهق للحديث عنه بمناسبة مرور عام على رحيله عنا، ولم يكن ممكنا لأحد أن يتكلم عن كدودة دون ان يستحضر موقفا او تجربة أو ملاحظة طريفة وذكية للفقيد.. في كلمته، قال الفريق فضل الله برمة ناصر ممثل حزب الأمة إنه وأثناء اصطحابه لفاروق معه في سيارة توقف لشراء باقة ورد لمريض في المستشفى فما كان من فاروق إلا أن قال له: يا فضل الله أنت غرباوي وعسكري وحزب أمة.. مالك ومال الورد؟
ضاقت قاعة المؤتمرات الدولية على اتساعها بمحبي كدودة.. أسعدني وأطربني أن الحفل خلا من الهرجلة والبرجلة المعتادة في مناسباتنا العامة.. فقد كانت الفقرات مرتبة ومتتالية ومتوالية في ايقاع منضبط ومحسوب.. شغل مهني احترافي أشرف عليه شبان ذوو حس فني رفيع، كانت تقف خلفهم لجنة قومية يقودها ضابط الشرطة المتقاعد (وبتعبير أدق المتقاعس) عثمان عوض حمور (ماذا تسمي شخصا تعرفه منذ ثورة اللواء الأبيض كضابط شرطة وتسأل عنه بعد طول غياب فيقولون لك: تقصد دكتور عثمان حمور؟.. فقد اكتشفت ان الرجل بات معروفا كصيدلاني ولا استبعد تبعا لذلك ان اسمع ان الفاتح جبرا قرر التحول الى اختصاصي مسالك بولية بعد ان اكتشف ان تدريس علوم الكمبيوتر في الجامعات يسبب التهاب البروستات؟).
منذ ان عرفت فاروق كدودة قبل كذا سنة (لا أحب حساب العمر بالسنوات، وعلى كل حال فمن يعرف كدودة لشهر واحد فكأنه عرفه لعمر كامل) لم أسلم من لسعة حلوة من لسانه الحلو.. هذه فطرة نوبية، فالنوبي كما الرباطابي ذكي ولماح.. لا تحاول التفوق على نوبي في مجالين: الملاحظة الذكية اللاذعة والفنون الموسيقية.. فاروق نفسه خاض في هذا الأمر في حوار أجرته معه الزميلة حكايات فقد ذكر كيف انه في حفل زواجه بالدكتورة اسماء السني بنت ام درمان اشتعلت المنافسة بين بنات المحس والأم درمانيات في الرقص والغناء وكيف انتهت المناسبة بنصر كاسح وحاسم للمحسيات.
لا يرد اسم كدودة على لسان أي شخص عرفه دون ان تسبقه ابتسامة.. استحضر دائما حكايته عندما كان يعيش في بيت أشباح خلال العمل السري للحزب الشيوعي هربا من الملاحقة الأمنية، وكان معهم زميل محسي وصلت عمته من «البلد» وحلفت بالطلاق أنها لن تغادر العاصمة ما لم تقابل ابن اخيها، وتم تسريبها ليلا الى بيت الأشباح (كانت أشباحه من النوع الودود لأنها كُدود.. أي شافا أي صغير).. وأكرموا وفادتها على ان يتم تهريبها في الصباح الباكر،.. وأعدوا الشاي وجهزوا البسكويت وأيقظوها فرفضت الاستيقاظ لأنها - ببساطة - كانت قد ماتت.. عندما تأكد لفاروق انها ماتت «نهائي» التفت الى ابن أخيها وقال له: بالله في زول أبيخ من عمتك دي؟ نحنا في شنو وهي في شنو؟ دي ظروف تموت فيها؟ .. واستبق التعقيبات الباحثة في مطعن في كل طرفة وموقف وأقول ان فاروق كان يعرف بالتأكيد أن مصير كل انسان هو الموت وانه ما من شخص يحدد متى وكيف يموت.. ولكنه وكدأبه طوال مشواره السياسي كان يعطي الأولوية لحزبه (الشيوعي) ويضع أمن وسلامة كوادره فوق كل اعتبار شخصي وعائلي.. وقد اعترف مرارا بأنه قصَّر في أمر عائلته الصغيرة وعرضها للبهدلة ولكنه لم يندم قط لكونه ظل لمعظم سنوات عمره مهددا بالسجن والموت والتشريد.
فاروق عاش للناس وبالناس، ولهذا كانت روحه امبريالية توسعية استيطانية لا تعترف بالحدود الايديولوجية او السياسية او الجغرافية وتمارس الغزو الحميد المستطاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع



المشاركات : 588
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 8:58 pm

تسويق الفحولة


قرأت قبل أيام تحقيقا في «حكايات» أعده الزميل عبد الجليل سليمان.. ومنذ وقتها وأنا أتابع الصحف على أمل ان أقرأ شيئا عن «تحقيق» حول تحقيق ود سليمان.. ما نشرته حكايات يتعلق بإعلان نشرته العديد من الصحف حول جهاز معجزة يعالج كافة المشكلات الجنسية للرجال بلغة «جنسية» مباشرة، وطالما انني بصدد استنكار فحوى ذلك الاعلان فلا تثريب علي في نشر الجزء «المهذب» منه وهو المتعلق بضعف الانتصاب وسرعة القذف.. أي والله العظيم هذا هو الجزء البالغ التهذيب من الإعلان، أما الجزء الذي استحي إيراده هنا فهو المتعلق بقدرات اعجازية للجهاز يعجز عنها الجراحون.. ما قولك يا عبد الجليل في انني وجدت ذلك الإعلان يوزع على الجمهور بكل تفاصيله المعجزة دون تمييز بين قاصر وراشد .. حدث هذا عندما ضللت طريقي وأنا أبحث عن موقع اجتماع كنت مدعوا له في قاعة الصداقة، ووجدت نفسي في صالة تعج بمنتجات تجميل واكسسوارات حلوة، أغرتني بالتسكع.. كان معرضا للصحة والتجميل والطب البديل وكان ذلك الجهاز الفلتة هناك يهدد شركة فايزر المنتجة للفياجرا بالافلاس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع



المشاركات : 588
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 8:59 pm


لا جامعات مع الفلس ولا يأس من الجامعات


كانت الأيام التي قضيتها في الخرطوم مؤخرا إجازة عامة وليست خاصة، فكانت من ثم مرهقة وممتعة في نفس الوقت.. فعندي نحو 150 ألف كتاب جامعي بعضها في سوبا وبعضها في بورتسودان و»مخارجتها» تصطدم بحواجز اللامبالاة: الورق ما وصل.. الورق وصل بس ناقص.. وقلت «التوبة»، ولكن ليس بمعنى صرف النظر عن مشروع تعمير وإنشاء المكتبات (تام)، ولكن بمعنى أن العاملين في المشروع لن يرسلوا كتابا واحدا بعد الآن لأي جامعة.. الكتب الورقية سنخصصها للمكتبات العامة في الكدرو والكاملين وجبل موية والحصاحيصا وأم ضوا بان وغيرها، أما الجامعات فسنزودها بالكتب الالكترونية فقط.. قرص الدي في دي يحمل أكثر من الف كتاب ووزن مائة الف كتاب الكتروني أقل من خمسة كيلوجرامات! وحصلنا على تبرع بمعدات مختبرات وكان لابد من جولة في العديد من الجامعات لتقصي احتياجاتها، مهتديا بنصيحة ثمينة قدمها لي البرفسور قاسم عثمان نور وتجاهلتها في بادئ الأمر: على كل جامعة ترغب في الحصول على دعم لمكتباتها ان تسهم بشكل أو آخر.. يعني لا شيء «ملح» 100% بعد اليوم، بل بطريقة منا المال ومنكم العيال.. تريد كتبا الكترونية؟ سنوفرها نحن وتحملوا أنتم كلفة نقلها الى أقراص دي في دي.. أجهزة معامل ومختبرات؟ الشحتة علينا والشحن والتخليص عليكم.. اجتمعت مع مدير جامعة الخرطوم وعدد من عمداء الكليات ورؤساء الشُّعب وخرجت منهم بتعهد قوي برصد مخصصات لتحمل ما يترتب على جامعتهم من نفقات لتلقي التبرعات الأكاديمية العينية، وزرت مختبرات كليات العلوم ووجدت في بعضها معدات بأحدث المواصفات وفي البعض الآخر معدات تم شراؤها في عهد حكومة الأزهري الأولى.. وبالمقابل وجدت مرافق لتكنولوجيا المعلومات ترفع الراس وستجعل جامعة الخرطوم تدار الكترونيا بلا حاجة الى ورقة واحدة إذا توقف الديناصورات عن محاولات إجهاض تحديث نظم الإدارة في الجامعة.. ثم ساقتني الظروف مصادفة الى كلية المختبرات الطبية في جامعة الخرطوم فأصبت باكتئاب لأن الكلية لا تملك ابسط متطلبات ومقومات «المختبرات».. وبالتالي لم يدهشني قراءة خبر عن إضراب طلاب الكلية عن الدراسة،.. فطالما الدراسة في معظمها نظرية فبإمكان الطالب قراءة «المقرر» في البيت وهو مواظب على الدراسة او مضرب عنها.. ولكي لا أكون «نباشا» ومن النوع الذي يكتفي بلعن الظلا،م فقد عاهدت نفسي على دعم الكلية ولو ببعض المجاهر «المايكرسكوبات».. والبركة في جامعة قطر التي صرت «شحاتا» على أبوابها وأجد منها كل تعاون وتفاهم
وزرت 4 كليات إعلام في جامعات مختلفة ولم أجد في أي منها شيئا من مقومات الإعلام المعاصر .. لا مرافق لتدريب الطلاب على التصوير بكاميرا الفوتغرافيا او الفيديو او مونتاج الصوت والصورة او فنون الإضاءة والديكور أو حتى كتابة السيناريو.. مجرد دراسات نظرية في الصحافة المكتوبة ولم يتسن لي زيارة قسم الإعلام في جامعة الخرطوم ولكنني تلقيت اتصالا من الاستاذة رانيا الخير دفع الله تطلب فيه مني تزويد القسم بكتب ومراجع حديثة.. قلت لها ان قسما يضم الطيب حاج عطية وشمو وفتح الرحمن محجوب وصلاح الفاضل ووجدي كامل لا يحتاج الى نظريات او منظرين فكل واحد من هؤلاء موسوعة في النظريات والخبرات العملية واقترحت عليها تعويض النقص في التأهيل العملي بإبرام اتفاقية مع مركز الجزيرة للتدريب الإعلامي في الدوحة للحصول على «سعر» تفضيلي، فالمركز يملك ستوديوات للتدريب الإذاعي والتلفزيوني والصحافة الالكترونية بل ويستطيع تنظيم دورات حسب رغبة الجهة المعنية، وقد قمت بالفعل بعملية «فتح الخشم» و»قولة الخير» مع إدارة المركز في هذا الشأن ولن نختلف حول عمولتي نظير «عمالتي» وفي انتظار قولة الخير من ادارة القسم.. في العام الماضي زرت كلية الوسائط المتعددة في جامعة جاردن سيتي الخاصة وردحت في صاحبها عمر ابو القاسم لأنني وجدت الستوديو التلفزيوني صغيرا ومحدود الامكانات وزرت الجامعة قبل اسابيع ووجدت فيها اكثر من ستوديو وورشة دراسية وقد كلفني بروفسور محمد الامين التوم والاستاذة سارة ابراهيم بالتفاوض نيابة عن الجامعة مع مركز التدريب بقناة الجزيرة لابتعاث طلابهم اليها للدراسات التطبيقية.. ولكل كلية إعلام سودانية ترغب في تدريب طلابها في هذا المركز أقول: رقبتي سدادة وسأصارع الجماعة هنا لخفض كلفة التدريب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع



المشاركات : 588
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:00 pm


شرانيون يجهضون أعمال الخير

كما هو حال كل مغترب يزور السودان في إجازة، فقد ظللت أهرول طوال نحو 25 يوما قضيتها في الخرطوم من طلوع الصبح الى قرب طلوع الروح.. مجموع الساعات التي خصصتها لأهلي في هذه الإجازة لم تزد على عشر ساعات موزعة على كذا بيت في كذا يوم، ولم أسعد بلقاء معظم أصدقائي .. لأن الإجازة وكما قلت في مقال سابق كانت «عامة» بمعنى ان الغرض منها كان انجاز أمور عامة على رأسها تفقد مكتبات عدد من الجامعات لتحديد احتياجاتها من الكتب واللوازم الالكترونية.. ومن أمتع ما في تجربة جمع التبرعات العينية أنك تكتشف أن هناك الكثير من الخلق من أهل منطقة الخليج يتبارون لعمل الخير .. ثم تتصل بجهات سودانية تريد لها ان تستفيد من تلك المبادرات فتصاب بحصوة في الرئة من الغيظ والاحباط.. وهكذا طارت منا ومن بلادنا مشاريع كثيرة لأن هناك جهات شرانية تزعم أنها ناشطة في عمل الخير.
على سبيل المثال تولت سيدات قطريات ومن جنسيات عربية مختلفة تشييد مركز صحي في قرية واوسي على مقربة من الطريق السريع المتجه من الجيلي شمالا،.. تولت أم الجعافر تنسيق عملية التمويل وكان دوري هو ترتيب التحويلات المالية عبر قنوات ومنظمات خيرية مرخصة من قبل دولة قطر .. ثم غيض الله لنا شابا خلوقا وابن ناس هو الطبيب أيمن قنديل، تولى تقديم النصح لنا في كيفية تزويد المركز بالمعدات وتولى توريد المعدات بأسعار تكاد تكون رمزية.. وضعنا فيه أجهزة لا توجد في أرقى مستشفى خاص كما قال مسؤولو وزارة الصحة الولائية لاحقا.. به اجهزة مختبرات لا تحلم بها الكليات التي يدرس طلابها علوم المختبرات وزودناه بكل شيء من الشاش الطبي الى جهاز تخطيط ورسم القلب.. وطوال عام كامل ظللنا نتوسل الى جمعيات ومنظمات تقول لافتاتها أنها خيرية لتدير المركز الصحي على أساس خيري.. وقوبلنا إما بالتجاهل او «أدونا المركز.. وأدونا عرض أكتافكم.. ونديره على كيفنا».. وعلى كيفهم كان يعني ان يقصموا ظهور أهل المنطقة برسوم العلاج بجعل مرفق تم تمويله من الخارج على أساس خيري مشروعا تجاريا.. الى ان وصلنا وزوجتي الى السيدة فاطمة الأمين رئيسة جمعية البر والتواصل.. دخلنا مكتبها على مضض وقلبي منقبض خشية سماع نفس الموال: منكم المال ومنا إدارة «الأعمال».. المهم خرجنا منها وقد كلفت فريقا للإعداد لافتتاح المركز بتعجيل تزويده بمولد كهربائي ضخم واستكمال أوجه النقص فيه حسب الأصول المرعية ولوائح وزارة الصحة ويجري الآن بناء عنبر في المركز وإعداد غرفة للطوارئ وفي غضون أيام معدودة سيكون المركز جاهزا لاستقبال المرضى ويرتاح فتى واوسي البار ابراهيم ابن الخليفة مبارك الذي تفرغ لحراسة المركز وتزيينه ومعه نفر كريم من اهل المنطقة.
ولأننا تعلمنا الكثير من تجربة مركز صحي واوسي عبر 4 سنوات، وخبرنا فيها معادن الرجال وعلى رأسهم المقاول الشهم نور الدايم ابراهيم الأفندي وصديقه المقاول محمد آدم اللذان أنجزا في شهرين ما عمل بعض المحسوبين على واوسي على «عترسته» طوال 10 أشهر، فقد خضنا معهما تجربة تشييد مركز للطفولة والأمومة في قرية سلوة في ريفي المتمة بكفاءة أكبر، واكتمل كل شيء فيه وتم افتتاحه في 6 يناير المنصرم على يد وزير الصحة ومعتمد الولاية.. وهكذا تم تطبيع العلاقات النوبية الجعلية.. نعم تولت التمويل محسنات من قطر ولكن لولا الإسهامات المقدرة لأهل سلوة لما كان ممكنا إكمال المبنى وتشغيله في 7 أشهر.. وبسبب الانطباع الجميل الذي نقلناه للمتبرعات في قطر عن سلوة وأهلها فأنا متأكد من أن القرية ستحظى بما تحتاجه من دعم خيري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع



المشاركات : 588
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:01 pm


زاوية حادةإلى الدكتورة سيدة وطلابها


أبدأ بتوجيه الشكر الى الأستاذة سيدة حسن الصافي عميدة كلية علوم المختبرات بجامعة الخرطوم، لتعقيبها المهذب والموضوعي على ملاحظة أبديتها هنا قبل نحو عشرة أيام حول ما وجدته من بؤس حال لا يسر الخاطر او البال، عند زيارة عابرة لي للكلية قبل نحو شهر.. قلت في ما قلت ان حال المختبرات في الكلية سبب لي اكتئابا وغما.. وجاء في تعقيب الدكتورة سيدة ما معناه «بركة الما جيت قبل عام 2000م وإلا لأصابتك سكتة قلبية بسبب بؤس حال المباني والتجهيزات».. والجزء المهم في رسالتها هو ان المرحلة الأولى من مشروع الكلية الجديدة اكتملت وأنه بنهاية شهري فبراير وابريل - بالتدرج - ستشهد الكلية طفرة في كل النواحي بعد ان تم انفاق مليارات الجنيهات لتعزيز قدرات الكلية مهنيا وفنيا، خاصة وان مجلس أساتذة جامعة الخرطوم أجاز للكلية منح درجة الدكتوراة في خمسة تخصصات دقيقة.. وبينما قالت رسالة عميدة الكلية ان المعدات الأساسية متوافرة حتى في المقر الحالي للكلية إلا أنني تسلمت رسالة/ عريضة مصورة بالاسكانر تحمل تواقيع العديد من الطلاب ومرفوعة الى إدارة الكلية تقول إنهم يفتقرون الى أبسط مقومات التعليم والتدريب العملي.. ما أزعجني في هذه الرسالة هو ان الطلاب ناشدوني عدم نشر اسم أي منهم لأنهم يتعرضون للمساءلة والملاحقة والتهديد بالفصل من الدراسة بسبب مطالبتهم بتحسين ظروف الدراسة .. الانطباع الذي تركته في نفسي رسالة الدكتورة سيدة هو أن الأمور في طريقها الى الحلحلة فتستقر الدراسة وتهدأ الخواطر.
ولأنني التزمت في مقالي ذاك عدم الاكتفاء بـ «النبيشة»، فإنني أبشر الأستاذة العميدة والطلاب بأنني أرسلت لهم سلفا معدات «رمزية» تتألف من خمسة مايكروسكوبات أوليمبس وعددا من الماصات الاوتوماتيكية ذات سعات متفاوتة، وسنترفيوج تبريد ونحو ثلاثين موقد غاز Bunsen burners)) وبعض المعدات الأخرى البسيطة التي سأوافي الدكتورة سيدة بتفاصيلها لاحقا لتذهب الى وزارة التعليم العالي التي أرسلنا تلك المعدات باسمها و»تقالع».. وأرجو ان يكون هذا مجرد عربون للكلية وان ننجح في دعمها بما هو أثمن وأكثر فائدة.. تلك المعدات وأخرى تخص مختبرات العلوم في جامعتي الخرطوم ودنقلا انطلقت سلفا من الدوحة على نفقة جمعية الشيخ عيد الخيرية وسأعمل على إرسال بعض ما طلبته جامعة غرب كردفان من معدات خلال الأيام القليلة المقبلة.. وأبشر جامعة نيالا بأنها ستتلقى قريبا آلاف الكتب التي تم شحنها سلفا قبل نحو أسبوعين.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فرغم تطنيش دار المايقوما للأطفال مجهولي الأبوين لنداءاتي المتكررة بتسهيل توصيل آلاف قطع الملابس ولعب الأطفال إليها قبل حلول الشتاء إلا أنني لم أيأس ولم أقابل الطناش بمثله، فنفس فاعلي الخير الذين تبرعوا بالملابس وغيرها تبرعوا بكلفة نقلها جوًا وأرجو ألا يكون مصيرها مصير الكتب القابعة في بورتسودان في انتظار فاعل خير من وزارة التعليم العالي يقوم بتخليصها لتجد طريقها الى الخرطوم.
سمعت متأخراً لحظات بوفاة أحد أميز شيوخ الصحافة السودانية، الأستاذ اسماعيل العتباني، مؤسس الدار التي تصدر عنها هذه الصحيفة.. ورغم وجوده المحسوس والمؤثر في الساحة الإعلامية إلا أنه من قلة من الصحافيين لم تشب سيرتهم ومسيرتهم شائبة لأنه كان يحتكم لضميره الوطني والمهني.. نسأل الله ان يسكنه فسيح الجنان والبركة في الجميع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:23 pm


قلبي على المتحف الحربي


هل تعرفون أن هناك متحفاً حربيا في الخرطوم؟.. إنه على يمينك وأنت متجه صوب بري جاعلا مباني وزارة التربية على يسارك.. أجمل ما في المتحف مبناه.. ثم محتواه.. المبنى عمره قرن تقريبا وسمك جدرانه الخارجية أكثر من مترين.. يعني لا تخترقه دانة دبابة او قذيفة صاروخية.. وبه شبكة مجاري.. نعم عمرها قرن و»شغاله» أفضل من نظيراتها التي عمرها 100 يوم.. وبه شبكة مياه ونظام لتنقية المياه.. عمره قرن... وعليك نور.. لو استمر تشغيل تلك الشبكة لشرب الجماعة في القيادة العامة للقوات المسلحة ماء أنظف من الذي يجري في حنفيات مكاتبهم الحالية.. وبه الزنزانة التي كان بطلنا علي عبد اللطيف مسجونا بعد فشل ثورة 1924 .. كلمة زنزانة توحي ب»الكتمة» والضيق.. ولكن وبرغم أنني لا أترحم على الحقبة الاستعمارية في بلادنا إلا أنني أقول بضمير مستريح ان تلك الزنزانة أجمل وأنظف وأوسع من غرف الجلوس في 90% من بيوت الخرطوم.. فهي مكونة من غرفة وبرنده (الكلمة أصلها هندي وتسللت الى اللغتين الاسبانية والبرتغالية وحولها الانجليز الى فيرندا verandah) تربط بينهما نافذة صغيرة.. وعلى ارتفاع شاهق في الزنزانة كوة صغيرة .. يعني «سجن السرور»، مقارنة بسجوننا الحالية .. قد تقول: وما أدراك بحال سجوننا وأنت تعيش في المهجر منذ تم فصلك من العمل ل»الصالح العام» في عهد الخليفة عبد الله التعايشي؟ الإجابة جاهزة: انظروا الى حال أحيائنا (بما فيها تلك ذات الأسماء المستوردة) وبيوتنا وشوارعنا! واستطيع بقلب جامد أن أقول لكم ان سجن كوبر الذي حللت ضيفا به لعدة أشهر في عهد نميري كان أنظف وأجمل من حي كوبر الحالي.. وقس على ذلك.. وبلاش بيت المال وحلة حمد وأم بدة وغيرها من الأحياء التي تحولت الى أم فتفت.
أجمل ما في المتحف الحربي المبنى الذي يضمه .. تجولت فيه بمعية مديره العميد أ.ح. عمر النور الذي كان ممتلئا فرحا طفوليا وهو يفتح البلاعات ليكشف عن الدهاليز التي تحتها.. ويطل عبر الكوات التي كان عساكر الانجليز يراقبون من خلالها الحركة حول «الحامية».. ويطبطب على المدافع الأثرية المنصوبة في سقف المبنى وكأنها عياله.. في داخل المتحف تجد تاريخ السودان العسكري في قطع السلاح وصور القادة الذين صنعوه،.. بنادق ومسدسات وأسلحة شبه اوتوماتيكية وسيوف ودروع وميداليات.. ولكنها كلها معروضة «في الصقيعة» وليست في خزانات زجاجية تحميها من عوامل التعرية كما ينبغي .. ومن الواضح ان المتحف بلا إمكانات بدليل ان معظم معروضاته مقدمة من قدامى العسكريين.. مدير المتحف طمأنني بأن وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسنين متحمس للمشروع وأنه أبدى استعدادا لدعمه بالموارد.. ولكن ما يقلقني هو أن المسؤولين عندنا لا يقيمون وزنا لإرثنا التاريخي، خاصة الحديث منه.. طارت مدرسة الخرطوم شرق الابتدائية اول مدرسة نظامية في تاريخ السودان وطار ميدان الأمم المتحدة... ومدرسة أم درمان الأهلية الوسطى ومعها مطار الخرطوم مرشحان للطيران.. وقبل كل هذا طار شارع النيل في الخرطوم حيث تم تمليكه لأفراد، ولتطل على النيل في الخرطوم إما أن تشتري تذكرة او طعاما او شرابا، او تعرض نفسك للملاحقة البوليسية لأن الأجزاء غير المسورة في شارع النيل تطل على مرافق عسكرية.. والله يستر على القصر الجمهوري عندما يتم بناء القصر الجديد المقترح.. وأعلن على رؤوس الأشهاد أنه لو تم تحويل القصر التاريخي الى أي شيء غير مزار سياحي فسأشكل «حركة تحرير» وبعدها ليحصل ما يحصل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:24 pm

هذا هو التعليم الذي ينقصنا





ظلت حلة كوكو إحدى أقدم ضواحي الخرطوم بحري تعاني من سوء سمعة لا ذنب لسكانها فيها، ففي منعطف معين، تتسلل الى أنفك رائحة روث البهائم المعتق والمتراكم في طبقات الأرض على مدى عقود من الزمان بسبب وجود حظائر للماشية على امتداد المنطقة الواقعة بين القنطرة التي تفصل حي كافوري عن حلة كوكو.. ولعل كثيرين منكم سمعوا طرفة ابن الجنوب الذي تضايق من شخص كان يشاركه الركوب في حافلة مزدحمة بالركاب، وظل يطلب منه كل بضع دقائق أن يتزحزح من مكانه قليلا كي يتسنى له الإطلال عبر نافذة الحافلة،.. سأل الجنوبي ذلك الشخص بعصبية: أنت داير أشوف شنو.. فجاءه الرد: داير أشوف لو وصلنا حلة كوكو.. فنظر إليه الجنوبي في دهشة وقال: حلة كوكو بشوفوا؟ ده بيشموا!! وعلى شلاقتي فقد وجدت نفسي خلال الشهر الماضي في قلب البؤرة التي تسببت في إشانة سمعة حي عرف أهله المدنية قبل أن يعرفها أهل الطائف والمنشية.
اصطحبني د. أسامة ريس وكيل جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، والسيد فخر الدين محمد أحمد في جولة في مزارع وحظائر كلية البيطرة والإنتاج الحيواني في حلة كوكو.. نزلت من السيارة وأحسست بضيق شديد في صدري .. ما تسلل الى خياشيمي من روائح مخلفات البهائم في تلك اللحظة يبلغ مائة ضعف ما شممته من روائح تلك المنطقة في غدوي ورواحي عبر السنين، زائرا لحلة كوكو أو مارا بها «ترانزيت».. ثم دخلوا بي غرفة وجدت فيها ثلاث فتيات فانشرح صدري وزالت كل الروائح الكريهة التي حسبت أنها ستنقلني الى العناية الفائقة في مستشفى، وأنا ما زلت أعاني من آثار عدوان البرنجي والشامبيون رغم أن الله تاب علي منهما قبل ربع قرن (دخلت العديد من مستشفياتنا الخاصة التي من بره هلا هلا ومن جوه «جاك بَلا».. ولم أجد في أي منها عناية فائقة بل فاقة في العناية).. ولا تسئ بي الظن وتحسب أنني أتكلم عن جمال أولئك الفتيات أو أنوثتهن.. بالعكس.. كان ما شرح صدري أنهن يصنعن السجك وشرائح اللحم.. مجموعة أخرى كانت تبيع لحوم الدواجن وثالثة تبيع اللبن والزبادي ومختلف أنواع الجبن.. وأنصح كل رب عائلة مقيم في بحري ان يعثر على «واسطة» ليتسنى له شراء اللحوم البيضاء والحمراء ومشتقات الألبان من تلك المزرعة لأنها حسب علمي الجهة الوحيدة التي تبيع طعاما عضويا organic يخضع لفحوصات مختبرية شاملة.. أجمل ما في الأمر ان باعة تلك السلع خريجو تلك الكلية.. وبالمناسبة حتى لو «عندك واسطة» فلن تجد ما تشتريه بعد ال11 صباحا.
قبلها زرت كلية أخرى بنفس الجامعة أصابتني بنوبة من العطس والكاروشة.. أي جامعة هذه التي تعلم الطلاب كيف يصبحون صرماتية ونقلتية وجزمجية؟ أين وزارة التعليم العالي من هذه المسخرة؟ أي والله العظيم في جامعة السودان يدرس بعض الطلاب صناعة الأحذية ودبغ الجلود وفنون الغزل (بتاع القطن وليس بتاع ال..) والنسيج.. ووالله ينتجون أشياء تضاهي جودتها مصانع إيطاليا.. جاكيتات جلد لو لبستها تحسب نفسك كائنا هوليووديا!! وهنا أيضا منافذ لبيع تلك المنتجات يديرها خريجون ومحتاجون .. وقام طالب باختراع جهاز بسيط ينزع الوبر والشعر من الجلود بكفاءة عالية، ويجري انتاج الجهاز بكميات كبيرة لتوزيعه على الأسر الفقيرة في الأرياف... وهكذا تواصل جامعة السودان حمل لواء «المعهد الفني» الذي رفد الخدمة العامة بخيرة المهندسين والفنيين والمحاسبين.. تخيل أن أحد المتعاملين بالصناعات الجلدية في تلك الكلية أعمى.. ومع هذا - عيني باردة - يقطع ويخيط ويبدع..
ارفع باروكتي احتراما لطلاب وأساتذة الصناعات الجلدية والنسيج والانتاج الحيواني والبيطرة في جامعة السودان.. وللجامعة نفسها التي أعطت التعليم عمقا ومعنى ظل يفتقده.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:26 pm


لا أريد ان أكون صاحب عدة «بالات»


قبل نحو ثلاثة أسابيع استضافني الصديق معاوية عمر في إذاعة الخرطوم إف إم في برنامجه «صاحب بالين» الذي يعنى بالشخصيات التي تعمل في أكثر من مجال، وأورد هذه المعلومة لأنني معني أساسا بالمشروع الذي طرحته وتبناه معي نفر من السودانيين في دولة قطر ل»تعمير وإنشاء المكتبات»، والذي نسميه اختصارا «تام».. ولكن وبما أن زوجتي تنشط في أوساط نسائية معنية بالأنشطة الخيرية في عدد من الدول فقد وجدت نفسي طرفا في كذا مشروع خيري في السودان ولكن فقط ك»مراسلة» وضابط اتصال و»متلقي حجج».. أتأكد من أن جهة ما قامت بتحويل المال اللازم وأن المقاول قطع شوطا معينا حسب العقد المبرم معه وأن التجهيزات المطلوبة مطابقة للمواصفات.. هذه المقدمة ضرورية لأنني أتلقى الكثير من المراسلات والاتصالات بشأن مشاريع هنا وهناك في السودان .. وأنا «مشرور» سلفا فمشروع الكتب توسع وانبهل ونقوم حاليا بجرد ما تلقيناه من معدات مختبرات لارسالها لعدد من الجامعات السودانية.. يعني لا أملك الوقت لتبني مشاريع أخرى! وشرح صدري الاستاذ ابراهيم التوم عندما اتصل بي مؤكدا أن شركة بتروناس الماليزية تعمل سلفا في مشاريع لنشر الوعي والمعرفة وأنها على استعداد لدعم مشروع المكتبات إلى أبعد مدى، ثم تلقيت رسالة مفعمة بحب الوطن والخير من الاستاذة زينب عباس بدوي العاملة في مشاريع يرعاها ويمولها الاتحاد الأوربي أبلغتني فيها بجهودهم لإقامة مكتبات مدرسية في منطقة كسلا ووعدت بتوصيلي الى الجهات العليا في ال EC لدعم مشروع المكتبات في أنحاء أخرى من وطننا.
وقد أرسلنا الى وزارة التعليم العالي نحو خمس نسخ من بوليصة شحن كتب وصلت ميناء بورتسودان، وكل ما هو مطلوب منها ان تكلف مندوبا لتخليصها من بورتسودان لتتحرك الى الخرطوم (تكاليف التوصيل الى سوبا مدفوعة).. وصلت 445 كرتونة كتب على متن السفينة MSC Ilaria ورمز الشحنة LNREX 080082 وقد زودت الوزارة قبل 6 أشهر بأسماء ست جامعات ينبغي ان توزع عليها الكتب وهناك 500 كرتونة أخرى ستصل بورتسودان خلال يومين او ثلاثة فلا تحبطونا وتكسروا مجاديفنا بارك الله فيكم.
واعتقد ان هناك حاجة ماسة لإعادة النظر في أمر العديد من الجمعيات الكتبلاص التي ترفع لافتات خيرية ولكن التعامل معها يجعلك تدرك أنها تدار كجمعيات ماسونية «أسرارها عند كبارها» وبعضها إقطاعيات خاصة.. فكما ذكرت في أكثر من مقال فإن مشروع المكتبات قام بتخريمات وتورط على نحو حميد في مشاريع تتعلق بإنشاء مراكز صحية ومدارس ومساجد.. هل تصدق ان جهة خيرية تتحصل على أموال من متبرع قطري لصيانة مسجد وتزويده بدورات مياه ثم يختفي المهندس الذي تم تكليفه بالتنفيذ وتسأل عنه الجمعية فيعطونك العين الحمراء؟ ولأننا نرفض استلام مبالغ نقدية ونطلب تحويلها الى جمعيات «مسجلة» فلك ان تتخيل مدى الحرج الذي نحس به عندما نبلغ مقاولا ان مستحقاته وصلت الى جمعية «خيرية» معينة فيتوجه اليها ويتعرض للبهدلة والشرشحة وروح وتعال الى ان يحصل على «واسطة» تعينه على تسلم حقوقه؟
وبالمقابل هناك نماذج ترفع الرأس في السودان، رجال ونساء يعملون سلفا في مجال العمل التطوعي بضمائر نظيفة.. منهم رجال ونساء من قرية سلوة بريفي المتمة.. ومنهم شاب اسمه نعيم.. منذ شهور وآلاف القطع من ملابس الأطفال مكدسة في بيتي بهدف إرسالها الى الأطفال مجهولي الابوين بدار المايقوما .. سألت عن كيفية توصيلها فقالوا لي ابحث عن نعيم.. الملابس لم تصل ولكنني التقيت بنعيم وبمساعدة كريمة من صديقي سابقا عثمان عوض حمور اشترينا بتبرعات حملتها من قطر زجاجات رضاعة وأكواب وحلمات سيليكون وحملناها الى المايقوما.. وجدت هناك عشرات الشبان والشابات المتطوعين لرعاية الأطفال.. وأسرة أقامت عيد ميلاد أحد عيالها في فناء الدار للترفيه عن نزلائه.. وأطباء شباب من الجنسين.. وشلالات من العواطف الإنسانية السامية التي أنستني الكدر الذي سببته لي الجمعيات الماسونية!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:28 pm


الراحلون هُمُ


عندما بلغني نبأ وفاة الحبيب الطيب صالح، كانت أول ما قفز إلى ذهني، تلك الجملة السخيفة التي يا ما سمعناها في الأفلام العربية عن البنت التي فقدت «أعز ما تملك».. وأعز ما تملك ليس حياتها او كليتها اليسرى بل بكارتها.. ويقال عنها إنها فقدت شرفها وأنا أعرف رجالا يختلفون بيولوجيا عن النساء ويفقدون شرفهم يوميا بقبول المذلة او الرشوة او سرقة المال العام.. ولكنني لم استهجن استخدام تلك العبارة عفويا فور سماعي النبأ الفاجع، فعلى امتداد الخمسين عاما التي ظل فيها الطيب صالح مالئ الدنيا وشاغل الناس، مثل حبيبه المتنبي كان قولة الخير الوحيدة التي سمعها العالم الخارجي عن السودان.. لم تقدم بلادنا في تاريخها المعاصر للبشرية هدية تحتفي بها وتنال بسببها الذكر الحسن سوى الطيب صالح وأعماله القصصية.. والتقيت في مهرجان الجنادرية الثقافي في السعودية بكثير من القامات المعروفة في مختلف أنحاء العالم، وكل ما كان الطيب صالح حاضرا كان كبندر شاه «الجالس في مركز دائرة الفوضى» يشد الناس إليه حتى لتحسب أنه مهرجان الطريقة الطيب صالحية.. أكثر من مرة تلقيت السؤال: أنت من بلد الطيب صالح؟ وكنت أحيانا أرد على السؤال: لا، الطيب صالح من بلدي... أقولها باعتزاز
على مدى ربع القرن الفائت لم تمر سنة لم ألتق خلالها بالطيب صالح، ورغم حزني الشديد لفقده، إلا أنني أجد العزاء في أنني كنت محظوظا في أنني جالسته عشرات وربما مئات المرات وكنت أناديه باسمه «حاف».. عندما كان مديرا للإعلام في قطر يا ما أكلنا في بيته الفول والطعمية، وإذا كان الملايين قد استمتعوا بأعماله الأدبية فقد كنت ضمن أقلية استمتعت كثيرا وطويلا بحكاياته الشفهية.. كان الطيب «حكَّاياً» و»ونَّاساً» لا يمل.. ولم التق بسوداني او عربي او افريقي سوى الطيب صالح يصمت نحو دقيقة كاملة للرد حتى على سؤال بسيط مثل: كم الساعة الآن؟.. يتكلم الطيب فيعطي كل كلمة حقها.. تخرج الكلمات من فمه بالتقسيط.. لأنه يعرف ان الكلمة متى ما خرجت لا يمكن استردادها وكان طوال حياته يتجنب استخدام الألفاظ النابية او حتى أي مفردة قد يساء فهمها وتأويلها.. ولم يكن قط يستخدم مفردات عادية مثل غبي وجاهل حتى بحق الجهلة والأغبياء الذين حاربوه وشهروا به
ولأنه كان بسيطا بالفطرة (وهناك من يتكلفون البساطة والتبسط) فقد كان يضحك حتى يهتز صدره كله.. كان ضحكه متقطعا أقرب الى الكحة فيرتج جسمه كله ويختلج لأنه كان ضحكا نابعا من القلب.. وكان عاشقا لكل ما هو جميل وكان الحظ قد أسعدنا حينا من الدهر بوجود المطرب الفذ الودود محمد كرم الله في الدوحة.. كان الطيب مثلي لا يمل سماع أغنيات كرم الله على مدار الساعة والأيام وكان يهتز وعيونه تشرق بالدمع وكرم الله يشدو: شلت نوم عينيا رحماك حن علي أنا .. ووب علي أنا المفدع ووب علي.. هسع خلاص باكر تروح وتسيبني وحدي انا في الودار.
في جامعة الخرطوم كانت تدرسنا الترجمة بريطانية من أصل عراقي اسمها مسز شو، وكانت مغرمة بموسم الهجرة الى الشمال وذات مرة طلبت منا ترجمة مقاطع منها الى الإنجليزية فقلت لها ضاحكا: أتحداك ان تترجمي عبارة «ممتطيا صهوة نشيد بروسي».. سردت ذلك على الطيب فكان رده: صحي الخواجة ترجم العبارة دي كيف (يعني دنيس جونسون- ديفس).. قالها بدهشة طفولية صادقة.. ومضى هذا الرجل الجميل النبيل الذي عاش معظم سنوات عمره بعيدا عن وطنه بجسمه، وظل يحمل الوطن في خلاياه، ولم يحدث قط أن قدم نفسه لأحد بأنه بريطاني «من أصل سوداني»، وفي نفس الوقت كان شديد الاعتزاز بالثقافة البريطانية.. الأعجب من كل هذا ان الطيب الذي عاش في لندن منذ عام 1952 لم يكن يستخدم المفردات الانجليزية في حديثه كعادة مزدوجي اللغات bilingual بل كان يتحدث بعربية عامية من إبداعه الخاص فلا يتعذر على عربي من أي بلد آخر فهم ما كان يقوله
ويا حبيبي الطيب لقد قالها عنك حبيبك أبو الطيب: إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا/ ألا تفارقهم فالراحلون هموووووووووووووووو!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:29 pm

معجب بتشا من وراء ظهر زوجتي


منذ أسبوعين وأنا أود أن أكتب معربا عن إعجابي بالسيدة "تشا"، ولكن ولأنني أكتب مقالاتي في غالب الأحوال في البيت، فقد خشيت ان تداهمني أم المعارك وأنا في حالة تلبس، وتمسح بي الأرض.. وهكذا قررت سرقة دقائق من ساعات العمل الرسمي لأعبر عن إعجابي بالسيدة تشا.. حتى اسمها موسيقي.. وهناك رقصة اسمها تشاتشا تشا cha-cha.. ما قد يبعد عني الشبهات وبالتالي العدوان من ام المعارك، هو ان تشا هذه تبلغ من العمر 68 سنة. كما أنني لست معجبا بحلاوة وجهها او حسن حديثها او خفة ظلها بل بكونها ذات رأس "ناشف".. عنيدة وصبورة ومثابرة.
السيدة الكورية تشا خضعت لامتحان قيادة السيارات للمرة الـ 772 (سبعمائة واثنان وسبعون فقط لا غير بلغة الصكوك المالية) ورسبت بجدارة، وعلى الفور عبأت استمارة الامتحان رقم 773!! أنفقت تشا حتى الآن 6800 دولار أمريكي أخضر في دفع رسوم الاستمارات الورقية.. كل ذلك الرسوب كان في الامتحان التحريري، ففي كوريا عليك ان تجتاز الامتحان التحريري لتثبت معرفتك بقوانين السير، ومعاني ودلالات اللافتات الموجودة في الشوارع، وبعدها تخضع للامتحان الميداني. والعمة تشا متفائلة بطبعها، وتقول إنها تأمل في الحصول على رخصة قيادة السيارات قبل بلوغها الخامسة والسبعين.. عندنا لو قرر شخص حشو ضرس مسوس وهو في السبعين قالوا له: اختشي على دمك.. تريد تأكل زمنك وزمن غيرك.
ما يعجبني في عناد طنط تشا ليس فقط أنها مصرة على الحصول على رخصة قيادة السيارات، بل لماذا تريد الحصول على الرخصة؟.. هي من مقاطعة جيولا الشمالية وتريد ان تعمل بالتجارة ولهذا فهي ترغب في ان تكون لها شاحنة صغيرة تقودها بنفسها لتصريف وتوزيع السلع.. يعني لا تريد لكزس او بي إم دبليو لزوم الكشخة والنفخة.. هي قليلة الحيلة والمال وتريد ان تؤمن "مستقبلها".. في قاموسنا الاجتماعي يصبح الإنسان بلا مستقبل بعد ان يتجاوز الخمسين.. أما بالنسبة لتشا فالمستقبل يبدأ "الآن".. و"الآن" هذه لم تأت بعد، ولن تأت إلا بعد ان يصبح بمقدورها ان تقود شاحنة بعد سبع سنوات بحسب تقديرها أي عندما يكون عمرها 75 سنة.
عندما تكون عربيا في سن الـ 75 لا يسمح لك أعضاء أسرتك حتى بالاستحمام بمفردك "ولو مُصِر خلي باب الحمام مفتوح"، حتى لو لم تكن ضحية مرض غدار.. هو نوع من الاهتمام ولكنه محبط.. محبط ان تجعل شخصا ما يحس بأنه عاجز استنادا الى لغة الأرقام.. ماذا يعني ان تقول لشخص ما لا تغلق باب الحمام وراءك سوى أنه "مرشح" لنوبة قلبية او جلطة.. وعندنا أناس يتولون إحباط أنفسهم بأنفسهم: تدعوه للطعام فيقول "إلى متى نأكل. منذ كذا وستين سنة وأنا أأكل.. لم تعد تفرِق معي".. يا عزيزي هل تعرف انه عند سؤال المحكوم عليهم بالإعدام عما يرغبون فيه في الساعات الأخيرة قبل مواجهة الموت، فإن أكثر من 90% منهم يطلبون أطعمة معينة.. لا تجعل الحكومة تقتلك وتقتل فيك الرغبة في الحياة بإحالتك الى التقاعد في سن معينة، ولا تجعل أفراد عائلتك يقتلونك بالاهتمام والقلق الزائد على حالك.. كن مثل تشا وقل "المستقبل يبدأ الآن".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:30 pm

إلى اللقاء يو .. آمنة

لا أظن ان الحبل السري الذي ربطني بأمي انقطع حين رحلت عن بطنها وحللت بالدنيا، أو حين رحلت هي عن الدنيا في 25 فبراير المنصرم، فذلك الحبل الذي ظل يغذيني طوال أشهر استضافة رِحمها لي ظل يغذيني ويقويني عبر السنين وعبر البحار والصحارى.. وقد شاء الله ان توارى الثرى في نفس البقعة التي ووريت فيها «سُرَّتي» يوم مولدي ووري فيها جثمان أبي رحمهما الله رحمة واسعة، لنبقى متحدين في التراب الذي جئنا منه وإليه نصير.. أقول هذا من باب تعزية النفس،.. فواقع الأمر هو أنني كنت دائما طفلا في حضرة أمي وفي آخر مرة زارتني فيها في العاصمة القطرية الدوحة، قبل 11 سنة، كان عيالي يدهشون وهم يروني أضع رأسي على حجرها مستمتعا بتمرير أصابعها في شعري.. وكانت بدورها تدللني كطفل، وضبطتها أكثر من مرة متسللة الى غرفة نومنا أنا وزوجتي وفشلت في إقناعها «يمه عيب»، فقد كان رأيها الثابت - وهو صحيح - أنني أهمل أمر الغطاء وأعرض نفسي للبرد وأمراضه.. وبالتالي فإنني أحس باليتم الذي يحسه ابن السنوات الخمس او الست، فالإنسان «الإنسان» يبقى محتاجا الى أمه ولو بلغ من الكبر عتيا.
أجد بعض العزاء في فقد أمي لكوني واثقا تماما من أنها عاشت وماتت وهي راضية عني تماما.. فقد كانت شديدة الحرص على إبلاغي كلما التقت بي أنها «عافية علي وعني»،.. وفي كونها ماتت محاطة ببناتها وأحفادها وأبر أبنائها بها شقيقي عابدين الذي كان لها نِعم الولد والوالد (بعد وفاة أبي).. ودعتها عائدا الى الدوحة قبل 40 يوما من وفاتها، وبعدها بنحو 3 أسابيع مرضت ولزمت سرير المستشفى، وعندما تعافت وعادت الى البيت كنت أكلم أختي خديجة فقالت لها: يو جعفر يسأل عنك.. سألتها: جعفر؟ فأكدت لها خديجة أن جعفر على الهاتف فأطلقت زغرودة.. وكانت تلك آخر مرة أسمع فيها صوتها .. يا الله ما أكرمك حين شئت ان تودعني أمي بزغرودة،.. منذ ان اغتربت وهي تستقبلني كلما دخلت عليها بزغرودة.. أدخل عليها يوم السبت فتزغرد وأعود اليها في اليوم التالي فتزغرد.. وبالتالي لم أجد في نفسي الشجاعة قط طوال السنوات الخمس لتوديعها عندما يحين موعد الهجرة الى قطر.. إذا كانت نائمة اتسلل برفق وأبوسها على رأسها وإن كانت يقظانة أجالسها لبعض الوقت دون ان آتي على ذكر السفر والوداع خوفا من أن «تقلبها غم»، لأنها كانت تردد دائما عن رغبتها في أن أكون حاضرا عند وفاتها ل»تدفنني»، وما من إنسان سوي يود سماع مثل هذا الكلام من أمه.
رحلت أمي آمنة بنت الشيخ الفقيه العالم الجليل (فقير) حامد شوكت، آمنةً مطمئنة ورجعت إلى ربها لتدخل في عباده وجنته بإذن الله.. رحلت يو كما كنا جميعا نناديها.. حتى أحفادها غير الناطقين بالنوبية كانوا ينادونها يو، هي لفظة تعني «الأم» في اللغة النوبية ولكن أفراد عائلتنا الممتدة كانوا يستخدمونها لتعني فقط «آمنة (فقير) حامد».. وو يو: فارقت فيك ِ تماسكي و تجملي / و نسيت فيك ِ تعززي و إبائي/ كم زفرة ضعفت فصارت أنة / تممتُها بتنفس الصعداء ِ/ لهفان أنزو في حبائل كربة / ملكت علي جلادتي و غنائي / قد كنت آمل ان اكون لك ِ الفدا / مما المّ فكنت أنت ِ فدائي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:31 pm


لماذا أخاف من العيش مع حبيبي؟

كنت كلما زرت السودان أواجه السؤال: متى تعود الى الوطن وتستقر نهائيا؟ وكنت أرد مازحاً: لما الوطن يستقر.. أو: فال الله ولا فالك .. أو: تريد ان تفوز بالوظيفة التي ستشغر بعودتي النهائية الى الوطن يا حاقد؟ حقيقة الأمر هي أنني وكلما زرت السودان أحسست بجسامة التضحية العاطفية والنفسية التي قدمتها بالهجرة خارج السودان مقابل التمتع بوضع مالي مريح نسبيا .. وبالتالي فأصعب اللحظات عندي هي تلك التي تسبق التوجه الى المطار عائدا الى الخليج، وطوال السنوات الخمس الأخيرة لم يحدث قط أن عدت بعد انتهاء إجازتي المحددة بل تحايلت بشتى الصور لتمديد الإجازة: ألو.. يا السيد المدير ترقوتي انكسرت.. عندي إسهال والدكتور ما متأكد هل هو إسهال مائي أم برمائي.
لو «طاوعت» قلبي لحملت بقجة ملابسي وعدت الى السودان اليوم قبل باكر.. ففيما يتعلق بتكوين النفس اكتشفت ان «النفس» مثل جهنم كلما ألقيت فيها مالاً صاحت هل من مزيد.. ثم إن لا أحد يعرف ما هو الحد الأدنى أو الأقصى لتكوين النفس.. ولا سبيل لإنكار ان الهجرة أعانتني على تحقيق أمور كانت من قبل تحت بند «في المشمش.. ولما تشوف حلمة ودنك/أذنك»،.. بيت وسيارة ولكن استثماري الأكبر كان في عيالي، فقد كربت الحزام لأعتقهم من التعليم الببغاوي وأوفر لهم تعليما «خاصاً»، يكون سلاحا لهم في معترك الحياة.. ولو تركت وظيفتي فورا، أستطيع ان أعيش مستور الحال بعائد كتابة المقالات في الصحف الخليجية والسودانية وأنا مقيم في الخرطوم أو طوكيو.
طيب لماذا لا أنهي غربتي وأعود الى الوطن الذي أحبه وأحب أهله لأعيش بقية أيامي فيه؟ والإجابة هي أن الخوف يمنعني من ذلك.. كل الناس في السودان يستطيعون تدبير أمور الأكل والشرب بطريقة أو بأخرى (مع أن عيشة عن عيشة تفرِق).. لا أخاف من الحر والعواصف الترابية وانقطاع الكهرباء وتلوث المياه وارتفاع دخل الفرد من الناموس والذباب، بل أخاف من «عواقب» تلك الأشياء: المرض .. ويحضرني دائما قول الشاعر: أخاف المنية لكنني / أخاف الحياة مع العجز أكثر.. ما دخلت مستشفى في عاصمتنا إلا وتذكرت الكلمات الأخيرة من دعاء السفر «... وإنا إلى ربنا لمنقلبون».. وأنا مدرك وقابل تماما لكوني منقلب الى ربي يوما ما حتما، ولكنني وكآدمي أريد تأجيل ذلك بطلب الأسباب وعلى رأسها التداوي والعلاج.. واستنادا الى سمعته من روايات من ضحايا مستشفياتنا الخاص منها والعام فإنني لست من البلاهة بحيث ألجأ إليها لـ»أموت بفلوسي.»
يا أهلي كيف تنامون في بلد ينتزع فيه طبيب كمامة الأوكسجين من وجه مريض بزعم أنه شفط وكمَّل أوكسجيننا».. ويموت المريض.. ماشي .. هذا أمر الله.. ولكن ان يظل ذلك الطبيب يمارس عمله بلا سين وجيم فهذه مسألة «تخوف».. قبل أسبوع قضت محكمة بريطانية بتغريم ثلاثة أطباء يعملون سويا في مجمع طبي أكثر من مليون دولار لأن مريضا كان يتردد عليهم توفي إثر جلطة عن (43) سنة.. جريمتهم هي أنه كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم ولكنهم تعاملوا مع مرضه باستخفاف باعتبار أنه «صغير» على الجلطات والنوبات القلبية.. وألغت الجمعية الطبية البريطانية ترخيص طبيبة توليد بعد ان اتضح أنها قامت بتسع عمليات قيصرية بلا مبرر طبي (رسوم القيصرية أعلى من رسوم الولادة الطبيعية).
ليس من الإنصاف اتهام المستشفيات من طرف بالاستهتار بحياة البشر بإعطاء الأولوية للجانب الربحي المادي.. ولكن استطيع ان اقول بقلب جامد ان أمور العلاج عندنا «فاكّة وسايبة».. كل عيادة ومستشفى امبراطورية تتمتع بالسيادة ولا توجد جهة تقول لها: تلت التلاتة كم.. مع إن الإجابة بسيطة وهي «واحد».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:32 pm


كيف يداوي العليل، «العليل»؟

نعم، الفلتان والتسيب الصحي والطبي هو أكثر ما يحملني على التردد في اتخاذ قرار بالعودة النهائية الى وطن أحبه.. واعترف بأن معظم الشهادات والإفادات التي سمعتها عن البلطجة التي تمارس في مستشفياتنا سماعية، ولكن مصدرها أناس مكلومون: فتاة في أول العشرينات أجرت عملية زائدة دودية بنجاح وبعد ساعات أعادوها الى غرفة العمليات وفتحوا بطنها ثم قالوا لأهلها: الدوام لله.. لا تفسير او تبرير او تقرير.. شخص أصيب بنوبة قلبية ويتم نقله بسيارة إسعاف بها أكياس بصل من وإلى ثلاثة مستشفيات ذات شنة ورنة بحثا عن جهاز «إنعاش» وعندما يتم العثور على الجهاز يتضح أنه – أي الجهاز – بحاجة الى إنعاش لأن بعض أنابيبه مفقودة.. امرأة في الثمانين تجري عملية جراحية كبرى لمعالجة كسر في الحوض وتنقل بعد العملية الى غرفتها على نقالة من حبال البلاستيك المبرومة والمفتولة (وليس الناعمة) وجرحها طري.. لا رقابة ولا مساءلة ولا تفتيش (وإذا كان هناك مسؤول سيزعم أن الرقابة موجودة فإنني أقول له: اتقوا الله في أهلنا)
هناك بالتأكيد مستشفيات خاصة تدار على أسس مهنية وأخلاقية، ومستشفيات حكومية يجاهد الأطباء العاملون فيها لتقديم أفضل الخدمات للمرضى مستخدمين أتعس المعدات، ولكن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة، والرائحة الكريهة تبقى عالقة في الذاكرة أكثر من الرائحة الطيبة.. بعبارة أخرى فإن الناس عامة فقدوا الثقة بالطب، ربما لأن معظمهم لا طاقة له للوصول الى المستشفيات التي «عليها القيمة» .. حتى الذين يملكون الفلوس لا يطمئنون الى ان فلوسهم ستضمن لهم الخدمات الطبية المناسبة
وننتقل الى مجال آخر يتجلى فيه أن المسؤولين عندنا لا يعبأون بصحة الناس.. افتح أي جريدة وستجد إعلانا عن عقار أو جهاز يشفي كل العلل من البواسير الى العجز الجنسي.. والقانون عندنا صريح في تحريم وتجريم الإعلان والدعاية للأدوية، ولكن مسؤولا في إدارة الرقابة والمواصفات الصيدلانية قال لي إنهم يخضعون الأدوية المستوردة عبر وكلاء معتمدين لاختبارات علمية صارمة «ولكننا لسنا مسؤولين عن الأدوية الشعبية والعشبية».. سبحان الله، فأدوية أنتجت في مصانع تخضع سلفا لضوابط متعارف عليها دوليا تحتاج الى فلفلة، ولكن بإمكان كل أفاق ودجال أن يخلط كركار مع برسيم ومهلبية ووضعها في قوارير وتسويقها بعد حملة إعلانية مكثفة.
عندما كتبت هنا مستنكرا الترويج لجهاز يزعم من يسوقونه انه يعالج ضعف الانتصاب وسرعة القذف وقصر القضيب (والإعلان ما زال ينشر في صحافتنا بصيغة أكثر مباشرة من مفرداتي هذه) تلقيت رسالة يدافع كاتبها عن القدرات الإعجازية للجهاز، ووقع الرسالة باسمه مصحوبا بلقب «أخصائي الطب البديل».. هكذا حتة واحدة.. من منحه هذا اللقب الذي لا يحمله سواه في العالم كله؟ فالطب البديل يتألف من أكثر من ثلاثين فرعا (معظمها لا تجد اعترافا من الطب الحديث دون ان يعني ذلك أنها غير مجدية).. وصاحبنا تخصص فيها جميعا وصار أهلا لذلك اللقب
ولأن الأمور سايبة يستطيع بلطجي آسيوي ان ينشر إعلانا في صحفنا عن أنه «بتاع كلاوي فلتة» ومستعد لتوريد وزرع كلى بسعر التكلفة.. ولعلمكم فقد كان السودان أول بلد عربي وأفريقي شهد عمليات نقل الكلى.. وكان فعل ماض ناقص.. واليوم صار من المألوف ان يكتب الطبيب على استمارة المريض: يحوَّل الى مستشفى... في الأردن.. وتذكروا أن في بلدنا نحو 40 شخصا يحملون مسمى «وزير صحة»
هل من سبيل الى تشكيل جمعية لحماية المرضى تتألف من أطباء وصيادلة ومحامين وإعلاميين ومواطنين عاديين شجعان؟ جمعية تناطح الحكومة والمافيا وترد الاعتبار للمجلس الطبي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:33 pm


كان لابد مما ليس منه بد

جاءت بعض التعقيبات على آخر مقالين لي هنا عن أن تدهور الخدمات الطبية في السودان سبب رئيسي لترددي في اتخاذ قرار بالعودة النهائية الى الوطن،.. جاءت ذات طابع استنكاري، بمعنى أن من كتبوها يرون أنني أبحث لنفسي عن عذر لأظل مغتربا.. وكأنما الاغتراب «عَملة مهببة» أو جريمة تستوجب تقديم تبريرات.. هاجرت طلبا لرزق لم يتوفر لي في الوطن.. وهاجرت لأنني طردت من عملي في وطني مرتين في غضون سبع سنوات (وغيرت مكان عملي بكامل إرادتي في دول الخليج سبع مرات ولم أتعرض قط للفصل من الخدمة طوال أكثر من ربع قرن قضيته في الخليج).. بعد الزواج بأشهر قليلة حملت زوجتي بطفلنا الأول، وقرر الطبيب أنها بحاجة الى فحص الكالسيوم والألمنيوم واليورانيوم وثاني أوكسيد الماغنيزيوم .. وذهبنا الى معمل طبي وهناك طفق الموظف المسؤول: خمسة معانا الواحد.. زايد خمسة.. خمسة وستين جنيه يا أستاذ؟ وات؟ هل ستضمنون لي أن الوليد المرتقب سيتكلم في المهد، حتى أحصل على قرض ربوي كي أدفع لكم مهر فتاة بكر؟ كادت زوجتي ان تسقط الجنين من هول المبلغ الصدمة، وعندها هتفت بالمصري: وقعت يا ابو الجعافر وما حدش سمى عليك.. كنت خارجا للتو من «صدمة» تحمل نفقات الزواج، وكان عزائي على ضياع أكبر مبلغ أمسكت به في حياتي (حتى تلك اللحظة) في طقوس الزواج، أنني بدأت حياتي الزوجية وأنا خال من الديون (اعتذر للعشرات الذين ساهموا في كشف زواجي لأنني مقلبتهم وتركت البلاد بعد الزواج ب 8 أشهر ولم يتسن لي قط رد الجميل لهم بمناسبة ختان أو زواج)
وهكذا أدركت أن دخول الناس في الشبكات الزوجية هين، ولكن التأمل في الصمود.. وأدركت بعد ثبوت حمل زوجتي بطفلنا الأول ان المسألة س»توسع وتجُر».. زيارات متكررة لأطباء النساء والولادة.. شراء ملابس جديدة لزوم الولادة (علما بأن ملابس العرس كانت لا تزال في كامل عافيتها).. ستائر وملايات جديدة.. وتلقيت تعليمات صارمة: الولادة لازم تكون في مستشفى الراهبات!.. يا جماعة نحنا ما من أهل الكتاب و.... ولا كلمة.. الراهبات يعني الراهبات.. وبما ان تحديد جنس الجنين لم يكن ممكنا وقتها فقد كان على كل أب ان يشتري ملابس يونيسكس أي تصلح للجنسين ولكن لابد من أن تكون بعضها بنوتية/أولادية صرفة... هذا طبعا غير الحاجات اليومية: رغيف وبطيخ واسبرو وجرجير
وهكذا لم يكن من الهجرة بد.. وإلى يومنا هذا ليس من الهجرة بد.. مستشفى الراهبات في الخرطوم الذي استقبل طفلي الأول كان أرقى من كل المستشفيات الخليجية في الوقت الراهن.. ورغم ان الولادة كانت طبيعية فقد أبلغوا الطبيب المختص بأمرها وجاء الى المستشفى في الثالثة فجرا... تابع حالتها خلال الحمل الدكتور حامد رشوان، وبعد الانجاب انتقلنا الى الغرفة المقابلة لغرفته حيث أخصائي الأطفال ابراهيم محمد عمر.. بعد نحو ثلاث زيارات لكل منهما أسقطا عنا رسوم الكشف... بل حرص رشوان على تفقد حالتها وهي في الراهبات.. وكان من حقنا الاتصال بابراهيم عمر في أي وقت من اليوم لو استدعى الأمر إبلاغه بأمر طارئ تعرض له الوليد
وبعد العيش لنصف سنوات عمري في المهجر اعتقد انني هاجرت في الوقت الخطأ... فقد كانت «الدنيا» وقتها بخير مقارنة بما هو راهن.. والسؤال ليس هو متى سأعود؟ بل إلى متى يستطيع الصامدون في الداخل مقاومة إغراء الهجرة؟ أضمنوا لي أطباء من شاكلة رشوان وابراهيم عمر ومستشفى في مستوى مستشفى دنقلا عام 1980 وسأنزل في الخرطوم بالبراشوت، وأرمي جواز سفري في النيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:35 pm


رفضوا منع الحمل


كنت أدرك ان علماء آخر الزمان لن يكفوا عن الاعيبهم حتى يعبثوا بكل شيء، مسببين خللا في طبيعة الاشياء، فتكون العاقبة «تشويه» الحياة بحجة تحسينها، وتم مؤخرا الاعلان رسميا عن عقار منع حمل رجالي!! انظروا العبث: هل الحمل مهمة رجالية؟... في كل اللغات تقترن كلمة «حمل» بالمرأة، ولكن فريقا طبيا من سيدني بأستراليا ظل يعمل طوال خمس سنوات حتى نجح في تركيب عقار يجعل الرجل عقيما لستة أشهر بجرعة واحدة،.. الاستراليون أحرار في انتاج عقار يجعل صوف الخروف حريرا، او لحمه متبلا بالبهار، أو التلاعب بجينات الحيوانات لانتاج «بقروف» اي نصف بقرة ونصف خروف، ولكن ان يتدخل علماء بلد ارتبط اسمه بالنعاج والخراف في مجال التناسل البشري فهذا أمر لا يمكن القبول به.
ثم ان في الأمر مؤامرة نسائية، فالمعروف ان عقاقير منع الحمل تسبب الجلطات والنوبات القلبية وما الى ذلك من أمراض «بسيطة»، وقد ظلت الحركات النسوية تنادي بتطوير عقار يصيب الرجال بالعقم المؤقت، حتى يرتحن من تعاطي حبوب منع الحمل، فلبى علماء الخراف النداء وانتجوا تركيبة تحوي الهرمون الذكوري تستوستيرون تزرع تحت جلد الرجل ثم ? كل ثلاثة اشهر- يأخذ الرجل المجني عليه حقنة من هرمون بروجستين!! لاحظ ان الأمر تحول الى إبر ووخز عندما جاء دور الرجال!! طيب: ولماذا صارت المسألة عقما لنصف سنة عند الرجال بينما كان منع الحمل عند النساء لشهر واحد فقط؟ وهب ان حقن منع الحمل الرجالية تسبب نفس الأمراض التي تسببها حبوب منع الحمل للنساء؟ من سيحرر فلسطين وحلايب؟
لا،... والفضيحة ان كبسولة التستوستيرون تلك تزرع في البطن بعد التخدير،... يعني تكون متوجها الى المستشفى بعد ان ارغمتك زوجتك الارهابية على «منع الحمل»، فيلاقيك صديقك: على وين ان شاء الله؟.. على المستشفى!! خير، لعل المسألة بسيطة!!... هل ستقول له: بسيطة بتاع مين؟... عندي زراعة كبسولة منع الحمل!! يا للعار!! وهب أنك زرعت تلك الكبسولة في بطنك.. من الطبيعي ان تحس بأكلان أو حكة في موضع الزراعة فتمتد يدك الى بطنك لتحكها كل بضع دقائق، فماذا ستقول لأصدقائك عندما يسألونك: عندك حساسية؟ أين «ستودي» وجهك منهم عندما يعرفوا انك تعرضت للإخصاء الطبي ولو مؤقتا؟... والشركة التي قامت بتطوير هذا العقار الهرموني تحمل اسم «أنزاك» وهي في تقديري كلمة مشتقة من النازية.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، وبعد ان صار استجلاب الممرضات من الفلبين في مستشفياتنا الكتبلاص فرض عين لاعطاء الانطباع بأن قبة المستشفى تحتها شيخ، فإنني أستعيد تجربة خُرّاج اصبت به في بطني، وكنت على سفر عندما انفجر وذهب بي أصدقاء الى قسم الطوارئ في مستشفى خليجي واستقبلتني ممرضة فلبينية، لتسجل ملاحظات حول حالتي، وعانيت كثيرا لأنها كانت لا تجيد العربية أوالانجليزية.. المهم بعدها بدقائق دخلت على الطبيب وقرأ تقرير الممرضة ونظر إلي ثم انفجر ضاحكا.. ثم رأى علامات الغضب في وجهي فكتم ضحكته وسألني عن علتي، وقبل أن أجيب انفجر ضاحكا حتى انتابه سعال ديكي.. واندفعت خارجا ممسكا ببطني (حيث موقع الخراج) وأنا اشتمه بمفردات من العيار اللبناني.. وجاء الطبيب راكضا خلفي وهو يعتذر ولما تجاهلته طلب مني أن اقرأ ما كتبته الممرضة عن حالتي وقرأت ولم أفهم شيئا، فشرح لي الطبيب أنها كتبت أنني أعاني من حمل خارج الرحم.. ووجدت نفسي أضحك وأضحك ثم استدركت: ربما حصل خلط في الأوراق؟ ولكن الطبيب قال ان اسمي مكتوب في الاستمارة، وكل ما هناك هو أن من يوظفون الكوادر الفنية الطبية يصابون بالحول أمام التكنولوجيا الانثوية الفلبينية ولا يرون بأسا في توظيف واحدة خريجة جغرافيا كبيرة ممرضات في قسم غسل الكلى
(في شهر واحد تم الكشف عن أكثر من ألف بلطجي يعملون في العيادات الطبية في منطقة واحدة في السعودية بلا أي مؤهلات.. ترى كيف يكون الحال عندنا بعد ان صرنا نستورد كناسين من نيبال.. والنبق من إيران؟)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:37 pm

شرانيون يجهضون أعمال الخير

جعفر عباس


كما هو حال كل مغترب يزور السودان في إجازة، فقد ظللت أهرول طوال نحو 25 يوما قضيتها في الخرطوم من طلوع الصبح الى قرب طلوع الروح.. مجموع الساعات التي خصصتها لأهلي في هذه الإجازة لم تزد على عشر ساعات موزعة على كذا بيت في كذا يوم، ولم أسعد بلقاء معظم أصدقائي .. لأن الإجازة وكما قلت في مقال سابق كانت «عامة» بمعنى ان الغرض منها كان انجاز أمور عامة على رأسها تفقد مكتبات عدد من الجامعات لتحديد احتياجاتها من الكتب واللوازم الالكترونية.. ومن أمتع ما في تجربة جمع التبرعات العينية أنك تكتشف أن هناك الكثير من الخلق من أهل منطقة الخليج يتبارون لعمل الخير .. ثم تتصل بجهات سودانية تريد لها ان تستفيد من تلك المبادرات فتصاب بحصوة في الرئة من الغيظ والاحباط.. وهكذا طارت منا ومن بلادنا مشاريع كثيرة لأن هناك جهات شرانية تزعم أنها ناشطة في عمل الخير.
على سبيل المثال تولت سيدات قطريات ومن جنسيات عربية مختلفة تشييد مركز صحي في قرية واوسي على مقربة من الطريق السريع المتجه من الجيلي شمالا،.. تولت أم الجعافر تنسيق عملية التمويل وكان دوري هو ترتيب التحويلات المالية عبر قنوات ومنظمات خيرية مرخصة من قبل دولة قطر .. ثم غيض الله لنا شابا خلوقا وابن ناس هو الطبيب أيمن قنديل، تولى تقديم النصح لنا في كيفية تزويد المركز بالمعدات وتولى توريد المعدات بأسعار تكاد تكون رمزية.. وضعنا فيه أجهزة لا توجد في أرقى مستشفى خاص كما قال مسؤولو وزارة الصحة الولائية لاحقا.. به اجهزة مختبرات لا تحلم بها الكليات التي يدرس طلابها علوم المختبرات وزودناه بكل شيء من الشاش الطبي الى جهاز تخطيط ورسم القلب.. وطوال عام كامل ظللنا نتوسل الى جمعيات ومنظمات تقول لافتاتها أنها خيرية لتدير المركز الصحي على أساس خيري.. وقوبلنا إما بالتجاهل او «أدونا المركز.. وأدونا عرض أكتافكم.. ونديره على كيفنا».. وعلى كيفهم كان يعني ان يقصموا ظهور أهل المنطقة برسوم العلاج بجعل مرفق تم تمويله من الخارج على أساس خيري مشروعا تجاريا.. الى ان وصلنا وزوجتي الى السيدة فاطمة الأمين رئيسة جمعية البر والتواصل.. دخلنا مكتبها على مضض وقلبي منقبض خشية سماع نفس الموال: منكم المال ومنا إدارة «الأعمال».. المهم خرجنا منها وقد كلفت فريقا للإعداد لافتتاح المركز بتعجيل تزويده بمولد كهربائي ضخم واستكمال أوجه النقص فيه حسب الأصول المرعية ولوائح وزارة الصحة ويجري الآن بناء عنبر في المركز وإعداد غرفة للطوارئ وفي غضون أيام معدودة سيكون المركز جاهزا لاستقبال المرضى ويرتاح فتى واوسي البار ابراهيم ابن الخليفة مبارك الذي تفرغ لحراسة المركز وتزيينه ومعه نفر كريم من اهل المنطقة.
ولأننا تعلمنا الكثير من تجربة مركز صحي واوسي عبر 4 سنوات، وخبرنا فيها معادن الرجال وعلى رأسهم المقاول الشهم نور الدايم ابراهيم الأفندي وصديقه المقاول محمد آدم اللذان أنجزا في شهرين ما عمل بعض المحسوبين على واوسي على «عترسته» طوال 10 أشهر، فقد خضنا معهما تجربة تشييد مركز للطفولة والأمومة في قرية سلوة في ريفي المتمة بكفاءة أكبر، واكتمل كل شيء فيه وتم افتتاحه في 6 يناير المنصرم على يد وزير الصحة ومعتمد الولاية.. وهكذا تم تطبيع العلاقات النوبية الجعلية.. نعم تولت التمويل محسنات من قطر ولكن لولا الإسهامات المقدرة لأهل سلوة لما كان ممكنا إكمال المبنى وتشغيله في 7 أشهر.. وبسبب الانطباع الجميل الذي نقلناه للمتبرعات في قطر عن سلوة وأهلها فأنا متأكد من أن القرية ستحظى بما تحتاجه من دعم خيري.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:38 pm


لسنا ملائكة ولكننا قطعا لسنا شياطين


أعتذر لأسرة تحرير هذه الصحيفة أولا، وللقراء ثانيا لانقطاعي عن الكتابة، فقد كنت وسأظل على سفر شبه متصل بعد أن نجحت في إصدار كتاب لي يضم مجموعة من مقالاتي التي تعود الى عصر ما قبل الانترنت، فكان لابد من جولة في عدد من العواصم الخليجية للترويج للكتاب من خلال بدعة تسمى «حفلات التوقيع».. لماذا بدأت بالخليج؟ لأن صحافة الخليج عرفتني ككاتب صحفي منذ ربع قرن بينما بدأت علاقتي بالصحف السودانية قبل نحو خمس سنوات، وما زلنا نبحث عن دار توزيع سودانية تتولى تسويق الكتاب.
ما علينا.. الموضوع الذي أود الخوض فيه اليوم ظل يشغلني لسنوات، وازداد انشغالي وانفعالي به في السنوات الأخيرة،.. وهو أننا صرنا شديدي القسوة على أنفسنا بعد ان كنا شديدي الولع بتصوير أنفسنا كشعب الله الفاضل «المكمَّل».. نعم ما زال أدبنا الشعبي يشحننا بأننا لا نهاب الخوض في الدم وأننا أمة من التماسيح والأسود الشرسة، إذا تعلق الأمر بالشرف والكرامة.. ولكن وبصفة عامة صار هناك ميل عام لتنميط أنفسنا بالفساد والرشوة وعدم الكفاءة والاستهتار والكلفتة.. بالتأكيد فإن الفساد في حياتنا العامة يكاد يرى بالعين المجردة، والرشوة صارت مثل طابع الدمغة ترافق معظم المستندات الرسمية، وتفشت بيننا رشوة مستترة وهي البقشيش.. لا أتكلم هنا عن المبالغ الرمزية التي تقدم للعاملين في المطاعم والفنادق، كما هو الحال في معظم بلاد العالم، ولكن أن تطلب خدمة من «صنايعي» وتدفع كلفتها، ثم يفترض كل من يعملون لديه انك ملزم بدفع بقشيش لهم.. تستأجر بعض الكراسي من جهة متخصصة في شؤون الأفراح والأتراح وتدفع أجرة الكراسي ولكن من يوصلونها إليك يواجهونك بكل قوة عين: أدينا حقنا.. تشتري علبة بسكويت من بقالة فيصر احد العاملين حملها نيابة عنك الى سيارتك ولا يفعل ذلك لأنك تعاني من شلل رعاش او شد عضلي.
ولكنني أعتقد أننا في معظمنا ما زلنا بخير.. إذا كان عدد الفاسدين المحترفين 100 ألف والهواة منهم نصف مليون او حتى مليون، فهناك قرابة 35 مليون مواطن حياته محكومة بمقاييس الشرف والفضيلة والكرامة.. نعم قد يغدر بك أقرب الناس إليك في أمر مالي ولكن وبالمقابل هناك ملايين لو رأوا حزمة من الأوراق المالية تسقط منك وأنت غافل طاردوك: يا ابن العم انت دايش وللا شنو.. ثم يطمئنونك بأن فلوسك «حلال» وبالتالي انتبهوا لسقوطها وردوها إليك.. سيقول قائل إنه وبالمقابل هناك من هم على استعداد لثقب جيبك وربما كرشك بالسكين للاستيلاء على ما تحمل من مال هزيل.. نعم يحدث ذلك كثيرا ولكن عندما تتعرض لاعتداء من تلك الشاكلة من شخص واحد يهب نحو مائة شخص للتصدي له وقد يعرض ذلك بعضهم لأذى أكبر من ذلك الذي لحق بك.
والشاهد هو أن الخيرين في بلادنا أكثر من الأشرار والتافهين والبلطجية، وربما كانت أكبر مشكلة تواجهنا هي أننا نعرف الفاسدين ومواطن الفساد ولكننا صرنا عاجزين عن فضح تلك الممارسات لأن الشكوى لغير الله مذلة، ولأن الشكوى صارت تؤدي الى التلتلة والبهدلة، وقد ينطبق على الشاكي تساؤل شاعرنا الفيتوري: لماذا مشى قاتلا ثم عاد قتيلا؟ ولأن شكار نفسه إبليس فسأعرض في مقالاتي المقبلة شهادات أشخاص وشعوب بأكملها ترى فينا ما لم نعد نراه في أنفسنا أي أننا ما زلنا طيبين وأولاد وبنات ناس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:39 pm


إلى هونج كونج تفاديا للمغسلة

الفرق بين أبناء وبنات جيلنا وعيالنا، هو أننا بحكم ظروف التنشئة أقوى عودا واستعدادا لتقبل تقلبات وقسوة الظروف الحياتية... مثلا كان علي وعمري نحو 11 سنة أن أغسل ملابسي بنفسي وأن أتعلم كيفية استخدام إبرة الخياطة، ذلك أنني عشت في "داخلية" منذ المرحلة المتوسطة إلى أن أكملت تعليمي الجامعي، وهكذا صرت "أُسطى" في كي الملابس، وتعلمت من كل ذلك أن أعتمد على نفسي في أمور كثيرة، وقبلها كنت أسير إلى المدرسة الابتدائية على قدمي نحو نصف ساعة في الحر والقر بينما يصاب عيالي بحالات من الاضطراب إذا لم تكن في البيت خادمة تجهز لهم كل شيء، بل بلغوا درجة من التنبلة صاروا فيها يصيحون للخادمة: "جيبي مويه"! فشخص لا يكلف نفسه عناء الوصول إلى الثلاجة لتناول حاجته من الماء، لن ينجح في الحياة العملية ما لم تكن لديه كتيبة من الفراشين هذا لفتح الشباك، وذاك لتحضير الشاي، وثالث للضغط على ماوس الكمبيوتر لفتح صفحة جديدة... وقد نشأ ابني البكر في منطقة الخليج التي جاءها وعمره نحو تسعة أشهر ثم سافر إلى نيوزيلندا للدراسة الجامعية، وفي أولى إجازاته عاد ومعه ثلاث حقائب ضخمة، وحسب إخوته أنه جاء لهم بهدايا "متلتلة"، وكان بالفعل يحمل لهم هدايا: أقراص مدمجة (سي دي) وعطور وتحف صغيرة... طيب ماذا في تلك الحقائب؟ قال: ملابسي! ولماذا أتيت بكل ملابسك وأنت عائد إلى هناك مرة أخرى؟ قال: لغسلها وكيها! وحقيقة الأمر أن الحقائب كانت ممتلئة بملابس تستحق الحكم بالإعدام رميا في القمامة، واعترَف بكل صراحة أنه كان يستخدم فقط بنطلونات وقمصان الجينز التي لا تحتاج إلى الغسيل المتكرر أما الملابس الكشخة التي اشتريتها له كي لا يفشلنا أمام الخواجات فقد استخدم كلا منها مرة واحدة ثم وضعها في الحقائب إلى أن عاد بها في الإجازة.. وإنصافا له فقد تعلم خلال السنوات اللاحقة كيفية استخدام الغسالة والمكواة ولم يعد يأتينا في الإجازات إلا بحقيبة صغيرة وبعض الهدايا "اللي عليها القيمة"، وأمثال ولدي الخواجة هذا بـ"الكوم" في كل البلدان العربية، والخليجية منها على وجه الخصوص حيث الظروف المادية أفضل وتسمح بالاستعانة بالخادمات والسائقين، وقد التقيت في عواصم أجنبية بطلاب عرب تدل هيئاتهم على أنهم نجوا من زلازل وبراكين... ملابس متسخة بل ممزقة، ووجوه شاحبة، فتحسب أنهم من مستحقي الزكاة ولكنك تكتشف أن الواحد منهم يتلقى شهريا مبلغا يساوي دخل رب أسرة تتألف من ستة أشخاص، ولكنه ينفق المبلغ بأكمله على الوجبات الجاهزة، ولأنه لم يعتد على غسل ملابسه أو حتى أخذها إلى المغسلة فإنه يتحول إلى شخص "مبهدل" بل مقرف... ولجيل كامل من شبابنا أزف البشرى: قميص واحد يكفي وهو من إنتاج كلية المنسوجات والملابس في جامعة هونج كونج ومن ابتكار وليد داوود (جماعتنا لا يبدعون إلا بعد أن يفارقوننا) وجون زن... قماش مكسو بطبقة رقيقة من ثاني أوكسيد التيتانيوم الذي تتفاعل جزيئاته مع الأوكسجين عند التعرض للشمس ويتولد عن ذلك عامل أكسدة يقوم بتفتيت الأوساخ فلا تحتاج إلى غسل القميص أو البنطلون مدى الحياة! فهيا إلى هونج كونج يا شبابنا الـ"مبهدل".


عدل سابقا من قبل احمد ودابراهيم في 10/5/2009, 9:41 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:40 pm

زاوية حادة
اليهودي قال «نحن أحسن ناس»





أواصل موال الدفاع عن أهلي السودانيين في وجه تفشي ظاهرة التشاؤم بيننا بأن ذمم الناس «من طرف» صارت خربة.. ومع إدراكي التام بأن الفساد بلغ درجة أن شركة ما فازت يوما ما بعطاء لاستيراد ودفن نفايات دورات المياه في اليونان في أراضينا، بل وقال مسؤول في شركة استيراد الغائط تلك، ان البضاعة اليونانية النتنة ستستخدم لتسميد المنطقة المحيطة بمطار الخرطوم لتصبح خضراء تسر الناظرين (إلى الشرق من حي كافوري بحيرة مكشوفة بها أطنان من منتجات دورات المياه تكفي جميع حدائق دول الاتحاد الأوربي فهل فكرت شركة استيراد مواد مراحيض اليونان في العمل في مجال التصدير؟).. إلا أنني ضد التعميم واعتقد مستعينا بشهادات شعوب عايشتها في الخارج أكثر من نصف سنوات عمري بأنه ما زال فينا خير كثير
كتبت هنا عن الأستاذة مارقريتا راقزديل التي كانت قبل سنوات قليلة القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم.. تعرفت بها في حفل في فندق شيراتون الدوحة بمناسبة فوز شركة أمريكية بعطاء تركيب اول شبكة للهاتف الجوال في قطر.. اقتربت مني شابة سمراء وقدمت نفسها «دبلوماسية في السفارة الأمريكية في الدوحة»، ثم سألتني: هل أنت سوداني قلت مداعبا: نعم سوداني من أصل سويدي.. و»دخلت فيَّ» بالعرض: منذ ان أتيت الى قطر وأنا أبحث عن سوداني أو أكثر لأصادقهم.. قلت في سري: يا ما أنت كريم يا رب.. ستطلب مني أن أصبح عميلا للمخابرات الأمريكية بفلوس متلتلة ثم يعطونني جواز السفر الأمريكي، بلا لوتري بلا وجع راس.. ولكنها قطعت علي تسلسل أحلامي: عندما كنت طالبة جامعية في أوائل السبعينات وصلت البحرين وكان مدير الفندق سودانيا وبدون مقدمات سألني: يا شافعة هل يعرف أهلك اين انت الآن فلما أجبت بالنفي أجرى عدة اتصالات هاتفية حتى جاء بوالديَّ على خط الهاتف وطمأنتهما عن أحوالي، وظل ذلك الرجل يشرف على تحركاتي وتنقلاتي حتى جاء موعد سفري الى الكويت فاتصل بعائلة سودانية هناك، استقبلتني في المطار، ومن المطار الى بيتهم «ما عندنا بت فتاة بتقعد في فندق».. ثم كبرت وقررت نيل الماجستير في الدراسات الإسلامية في مصر ووجدت نفسي محاطة بكتيبة من المثقفين السودانيين ساعدوني أكاديميا واجتماعيا، ولما انتقلت لتونس لاستكمال بحثي أوصلوني بسودانيين يعملون في الجامعة العربية تولوا تسهيل مهمتي وتوفير كل وسائل الراحة لي ومنذ يومها وأنا أوقف أي شخص أسمر ألتقي به خارج الولايات المتحدة لأسأله: هل أنت سوداني حتى صار لي حدس لا يخيب واستطيع تمييز السودانيين من بين سائر الشعوب السمراء وأتمنى لو سمحت ظروفي لدراسة هذا الشعب ولماذا هو متميز بالنبل والسخاء والشهامة.. وهكذا طار مني ثمن العمالة.. وظلت على مدى سنوات التواصل بيننا تقول: لو كان هناك بالفعل شعب مختار فهم السودانيون... فأقول لها: وطي صوتك لأن الجعليين لو سمعوك لقالوا لك «ما كلهم»
وكتبت أكثر من مرة عن كيف تلطشت في لندن بحثا عن فندق رخيص وقادتني الصدفة الى فندق قدرت أنه من شاكلة فنادق سيء الذكر زقاق أبو صليب، التي كانت تقع بين موقف باصات السوق العربي وشارع السكة حديد، وليس بها غرف بل تستأجر عنقريبا في أي ركن في الحوش،.. واستقبلني مدير الفندق ببشاشة وطمأنني بأن أجرة الغرفة في حدود إمكاناتي التعبانة، وبعد ان دخلت الغرفة جاء عامل يحمل صينية فيها تشكيلة من الأطايب وقلت في سري: بدينا في الاستهبال والبلطجة؟ ثم بصوت مسموع قلت للعامل: لم أطلب منك هذه الأشياء وفي تلك اللحظة دخل الخواجة صاحب الفندق وخاطبني «بالحرف»: دي هدية ملح من الفندق يا عبد.. هكذا بالعامية السودانية.. ثم عرفني بنفسه: أنا سوداني يهودي هاجر أهلي من الخرطوم عام 1967 ورغم حصولي على جواز سفر بريطاني إلا أنني معتز بسودانيتي واعتزم العودة الى «وطني» كمستثمر بعد كذا سنة.. والتقيته بعد كذا سنة وسألته عن مشروع العودة فقال: قررت أن أكون سودانيا من منازلهم.. من بعيد لبعيد لأنني لا أريد لصورة السودان الجميلة في ذاكرتي ان تهتز بسبب البلاوي التي اسمعها ممن حاولوا الاستثمار فيه.. ثم أضاف مستدركا: ورغم كل ده نحن أحسن ناس (وكانت أجمل «نحن» أسمعها من سوداني اضطرته الظروف الى الهرب من بلد يحبه)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:42 pm

والحق ما شهدت به الأغراب

لا يكاد يمر أسبوع دون أن أتلقى رسالة من قارئ يطالبني فيها بالتصدي للمقولة الرائجة في منطقة الخليج، بأن السودانيين كسالى.. وحقيقة الأمر هي أنه لم يمر يوم واحد طوال 15 سنة تقريبا دون ان يظهر لي مقال في صحيفة خليجية، إلا أنني لم أكتب ولا مرة واحدة نافيا تلك التهمة عن أهلي.. قد أتناول الأمر عرضا في سياق موضوع آخر ولكن ليس بلغة النفي الغاضبة.. المهم أنني أواصل اليوم ما طرحته في آخر مقال لي بأنه ليس من الإنصاف ان نقسوا على أنفسنا لأن هناك أقلية لطخت سمعة الخدمة العامة بممارساتها الفاسدة.
عشت في منطقة الخليج والجزيرة العربية نحو 28 سنة، وعايشت فيها شعوبا من نحو مائة دولة.. وسمعت في السنوات الأخيرة عشرات النكات عن كسل السودانيين، ولكنني وعلى مدى أكثر من ربع قرن لم أسمع خليجيا او عربيا يتحدث عن السودانيين (بصفة عامة) إلا بالخير والثناء.. تلقيت عشرات الاتصالات من أصدقاء خليجيين: شوف لنا محاسب سوداني .. ولماذا سوداني بالذات؟ يأتيك الرد: بصراحة جربنا كل الجنسيات وأنتم أهل أمانة.. وأعرف عشرات السودانيين العاملين في الخليج «بالاسم»، يتقاضى الواحد منهم راتبا في حدود ألفي (2000) ريال ولكنه يتوجه يوميا للبنك لإيداع 200 ألف ريال في حساب صاحب العمل.
في أول سنة لي كمغترب عملت في شركة أرامكو بالسعودية، وكنت في الأمسيات أعمل مترجما لدى شقيقين يديران مستوصفا طبيا وشركة مقاولات في مدينة الدمام.. قرر الشقيقان تشييد مستشفى تخصصي ضخم وجاءت وفود من مختلف انحاء أوربا للتفاوض حول المشروع، وكنت احضر جميع جلسات التفاوض لأترجم المداولات حتى صرت «فاهم الشغلانة» وأتولى الرد والإيضاحات نيابة عن الشقيقين دون تكليف نفسي عناء الترجمة.. وفي ذات أمسية زارني مدير شركة تقدمت بعطاء لتشييد المستشفى وقال لي ما معناه: سنكافئك على تعبك معنا بعد فوزنا بالمشروع بعمولة محترمة.. شكرت الرجل وما انصرف حتى - وبكل هبالة - اتصلت بأكبر الشقيقين وقلت له ان شركة كذا عرضت علي رشوة نظير إرساء المشروع عليها.. ضحك الرجل وقال لي: جاتني فكرة.. تقول لكل شركة انك ستعمل على ارساء العطاء عليها وعلى كده تأخد عمولة في كل الأحوال دون ان تكون قد خنت الأمانة.. وفي اليوم التالي كان قد قرر إسناد منصب مدير المشروع لي ولكن شركة أرامكو رفضت «التنازل» عني .. ليس حبا في شخصي او تقديرا لكفاءتي، ولكن لأن نظام الكفالات المعمول به في الخليج يعطي الكفيل حق الاحتفاظ بالمكفول رهينة، والمنطق هنا «لو فتحنا باب انتقال العمالة من موقع الى آخر، فقد يواجه بعضنا عجزا في الأيدي العاملة يقوده الى الخسارة».. ولا جدوى من الرد على هذا المنطق بأنه لو كان العامل أو الموظف يجد عندك الإنصاف والتقدير لما فكر في الانتقال إلىُ مخدِّم آخر.
في عام 2007 كنت في محطة قطارات ضخمة في لندن مع عائلتي متوجها الى غلاسغو ولم أجد رقم قطارنا على لوحة الرحلات، فتوجهت الى عامل آسيوي في المحطة لأسأله عن الرصيف الذي سينطلق منه قطارنا، فطلب مني وعائلتي ركوب عربة كهربائية صغيرة مع أمتعتنا وتوقف بنا أمام عربة درجة أولى وشرع في تحميل أمتعتنا فقلت له إن تذاكرنا ليست درجة أولى ولكنه ابتسم وقال: هذه العربة أضيفت الى قطاركم في آخر لحظة ولا حجوزات فيها وستبقون فيها بمفردكم حتى غلاسغو دون ان تتعرضوا للمساءلة.. قال لي إبليس «الراجل ده عايز حركة» فظللت أهمهم: هاو كان آي ثانك يو؟ كيف لي أن أشكرك؟ فهم الرجل مرادي وجلس بقربي وقال: عندما تعرض اليوغنديون من أصل هندي للتنكيل في عهد إيدي أمين هربت وأنا صبي الى السودان وتسكعت فيه بين الحدود الجنوبية والخرطوم طوال 3 سنوات، لم أجد خلالها سوى حسن المعاملة والكرم، وقضيت سنة مع عائلة في أم درمان تولت الاتصالات حتى عرفت ان اهلي استقروا في لندن ورتبوا أمور هجرتي الى بريطانيا على نفقتهم ومنذ يومها وأنا «أعمل كمين» لكل سوداني كي أقدم له جميلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty10/5/2009, 9:43 pm

إجازة مدرسية لسنة كاملة


قبل نحو عام طرحت فكرة ترشيح نفسي لرئاسة الجمهورية والوزراء ونادي المريخ وولاية بحر الغزال، وكنت هازلا عندما طرحت برنامجي الانتخابي، ومع هذا استحسنه بعض القراء ووجدوا فيه على الأقل أمانة في الطرح.. والآن «النار حمت» والكلام دخل الحوش والكل يستعد للانتخابات، ولكن بنفس عقلية «الدايرة لمين؟ للراجل الزين».. في بريطانيا ظل حزب المحافظين في المعارضة لأكثر من عشر سنوات ولكنه يعلن أسبوعيا عن رؤاه في قضايا التعليم والصحة والكحة والضرائب.. وفي بريطانيا أيضا حزب الأحرار الديمقراطيين وفرصه في الفوز في الانتخابات أقل من فرص وصول الشيوعيين الى الحكم في الفاتيكان، ولكن لديه برنامج جاهز للحكم يعلن عنه بانتظام.
عندنا يتكلم قادتنا المزمنون عن الاستعداد للانتخابات بعقلية توزيع الغنائم، وباعتبار ان الناخبين غنايم (وهي جمع غنماية) تفتح لهم أبواب الحظائر ليصوتوا للبقرة او الحشرة ثم يعود كل منهم الى «مراحه».. لا يوجد لدينا حزب يكلف نفسه عناء تقديم برنامج تفصيلي لإصلاح النظام التعليمي او تحسين الخدمات الصحية.. لا حديث عن الضرائب والجبايات والنفايات.. كل مرشح يعتبر نفسه فلتة من فلتات الزمان ويعد الناخبين بأنه سيحول الفسيخ الى شربات ويفوز ويكرس وقته وجهده لتحويل الشربوت الى شراب معنوي يخدر به عقول الناس كي يغفلوا عن الكيفية التي تحول بها من شخص مزلط من عامة الناس، الى وجيه يستقدم كمال ترباس، للاحتفال بنجاح بنته في الانتقال من الروضة الى مرحلة الأساس.
سأخلي ساحة الانتخابات الرئاسية لصديقين هما عبد الله علي ابراهيم ومعز بخيت، ولكنني احتفظ لنفسي بحقي كمواطن سوداني في أن أحلم بحاكم يطرح ثم يطبق برنامجا واقعيا للحكم.. عندما تفكر في حال السودان الراهن تقول لنفسك: تصلح شنو وتسيب شنو؟.. سؤال وجيه فمعظم مرافقنا الأساسية منهارة من الداخل (وما عليك بواجهات الرخام والسراميك)، ولكنني اعتقد ان اكبر كارثة يعاني منها السودان هي انعدام التعليم (أكرر انعدام وليس تردي التعليم).. ليست لدينا مدارس حقيقية لا من حيث المباني ولا من حيث التجهيزات ولا من حيث المناهج او المدخلات.. والحل؟ الحل عندي هو تجميد التعليم لسنة كاملة.. لن نخسر بذلك أكثر مما خسرناه في ظل نظام تعليمي كتبلاص يعجز عن محو أمية التلاميذ طوال 12 سنة أو أكثر.. كل من هو في سن المدرسة يلزم بيته سنة كاملة ينام ويلعب على كيفه، حتى ينسى كل الحشو الذي سيسبب له جلطة ببلوغه سن الثلاثين.. بينما يشيل اهل كل منطقة شيلتهم.. لا مشاريع طرق ولا كهرباء ولا بطيخ.. اعيدوا بناء وتأهيل المدارس.. وبموازاة ذلك تكون هناك لجنة قومية يرفدها خبراء أجانب تتولى إعادة تأهيل المعلمين وإعداد مناهج تعطي الأولوية لما يسميه علماء التربية البريطانيين ثري آرز 3Rs وهي القراءة والكتابة والرياضيات.. بعبارة أخرى فلو أردنا لمدارسنا ان تنتج أشخاصا قادرين على الفهم والأخذ والعطاء فينبغي ان نركز على اللغتين العربية والانجليزية والعلوم والرياضيات ومعها جرعات محسوبة تربويا من العلوم الدينية والإنسانية على ألا يزيد مجموع المواد في السنوات الست الأولى من السلم التعليمي على ست مواد.
تلميذ المرحلة الأساسية في سودان اليوم يتلقى بين 19 الى 21 مادة.. ووجدت تلميذا لم يبلغ التاسعة يذاكر درسا حول «الغسل» فسألته: ما الغسل؟ فقال: الاستحمام..سكت.. فإذا به يقول: أنا أعرف استحم قبل ما أدخل المدرسة.. ليه يدرسونا الاستحمام؟ قلت في سري لأن من وضعوا المنهج لا يعرفون أن لكل مرحلة عمرية مقالاً ومقاماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 1:56 pm

ولماذا لا نخصخص الشرطة





[size=21]ازدانت عاصمتنا وبعض مدننا الكبرى ببيوت جميلة التصميم، ولكن هناك أمرا يفسد منظر وشكل جميع البيوت في مدننا.. تأتي بالرخام من ايطاليا او الطوب من حلة كوكو وتنفق بسخاء على واجهات البيت الخارجية، ولكن يبقى القاسم المشترك في جميع بيوتنا هو أنها أقفاص، فالعنصر الذي لا ينساه أي مالك بيت هو القريل grill أي الشبك الحديدي حول النوافذ بل إن المادة المفضلة لصنع الأبواب والشبابيك عندنا هي الحديد.. يعني انت تبني بيتك وانت تفترض سلفا أنه سيتعرض للسطو ويبقى همك الأساسي ليس تعزيز جمالياته، بل الإجراءات الأمنية.. واعتقد ان 8 من كل عشرة بيوت قائمة تعرضت للسطو مرة أو أكثر منذ أن أصبحت مأهولة.
هذا الرقم قد يبدو عشوائيا، ولكن لا تثريب عليَّ، فالعشوائية في الأرقام والإحصاءات ماركة تجارية مسجلة بأسماء الدول الأعضاء في الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ونحن - اللهم لا اعتراض - متورطون في المنظمتين، ثم ان جورج قرداحي يتقاضى مئات الآلاف لتقديم برنامجه «القوة العاشرة» حيث يطرح أسئلة سخيفة على المتنافسين على الجوائز، وتُفاجأ بأن الأجوبة أكثر سخافة: كم نسبة الرجال الذين يأكلون الملوخية بالشوكة في الصومال؟ .. 83% .. مزبوط.. إجابة صحيحة .. مبروك.. لك 16 ألف ريال.. وبلغ به البله والعته أنه وجه سؤالا الى المتنافسين: كم نسبة الرجال الذين يغارون من جورج قرداحي في العالم العربي؟ وجاء هو بالإجابة: 26% من الرجال يغارون لأن زوجاتهم معجبات بقرداحي.. نغار منك ليه؟ ثم ان مجرد السؤال والإجابة فيه اتهام ل26% من النساء العرب بأنهن ناقصات عقل وذوات ذوق فاسد.
وعودا على بدء أقول ان تفشي جرائم السطو المنزلي والذي صار «مسلحا» في كثير من الأحوال، لا يقل خطورة عن انعدام التعليم في مدارسنا وتحول بعض مستشفياتنا الى «سلخانات».. طبعا هناك خصخصة غير معلنة في مجالات التعليم والصحة والطرق، بأن رفعت الحكومة يدها عنها، فلماذا لا نخصخص الشرطة (أنا أعقل من أن اقترح خصخصة «الأمن»!!).. تعطي الحكومة اهل كل حي «ميزانيتهم لحفظ الأمن» وتتقاسم جميع الأحياء قوات الشرطة الموجودة، وقد تبادر بعضها لتجنيد المزيد منها ثم «يتخاتت» الجميع لسد العجز في الميزانية ولكنهم ومقابل ذلك يضمنون ان فريقا محترفا يتولى توفير دوريات في الحي تضمن لهم النوم الهادئ دون ان يهرعوا الى العكاكيز او المسدسات غير المرخصة كلما حرك الهواء جريكان فارغ.
بسبب تفاقم الجريمة، أنشأ مواطنون بريطانيون جمعية أهلية لمكافحة الجريمة اسمها «كرايم ستوبرز» وتقدم الجمعية مكافأة مالية لكل من يبلغ عن جريمة: عشرة آلاف استرليني عن كل جريمة كبيرة يدان فيها المُبلَّغ عنه، ، ولكن هناك من سعى للارتزاق من تلك الجمعية عن طريق الاستهبال .. ففي أحد السجون اتصل سجين بزوجته وطلب منه ان تبلغ عن قيامه بجريمة سطو لم تكن الشرطة تعرف من ارتكبها لتنال 10 آلاف إسترليني، ولكن نزيلا آخر بلغ عنه ونال الجائزة، وهناك لص السيارات الذي كان ينفق على زوجته من عائد سرقاته بعلمها، ولكن ما ان اكتشفت أنه في علاقة «إضافية» مع أخرى حتى أبلغت عنه الشرطة وانتهى بها الأمر أيضا في السجن بتهمة التستر على جرائمه السابقة.. وفي إحدى حافلات لندن طلب رجل من زوجته في اتصال بالهاتف الجوال ان تفبرك عملية سرقة في بيتهما حتى يحصلا على تعويض من شركة التأمين وسمع الكلام احد الركاب فأبلغ عنه وزج به في السجن ونال هو الجائزة.
وهناك على الدوام أشخاص شديدو الغباء في التعامل مع جهات مكافحة الجريمة، فقد تلقت جمعية كرايم ستوبرز بلاغا من مسطول: تخيلوا أن فلاناً باع لي مسحوق لحاء شجرة ليمون على أنه كوكايين؟.. واتصل بالجمعية عامل بأحد المزارع ليبلغ عن وكالة تقوم بتشغيل العمالة المهاجرة المخالفة لقوانين الهجرة في المزرعة التي يعمل بها، ولما سألوه ما إذا كان يملك دليلا على ذلك قال: نعم، فأنا شخصيا مهاجر غير قانوني... أما العبقري الأكبر الذي تطلع الى جائزة ال 10 آلاف استرليني، تعقبها 25 مليون دولار من الحكومة الامريكية فقد اتصل بالجمعية ليقول: رأيت الآن أسامة بن لادن في سوبر ماركت تيسكو!! (الحكايات أعلاه نقلا عن تايمز اللندنية ليوم 5/5/2009).

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 1:57 pm

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 1126200764247AMjafabbas
جعفر عباس


أبطال وبطلات ولكن نكرات

لا تحتفي وسائل الإعلام إلا بسِيَر الأَعلام، أي الشخصيات العامة ذات الشنة والرنة، في مجالات السياسة والفن والأدب والعمل العام والثقافة إلخ، ويصاحب ذلك الاحتفاء سخاء عجيب في توزيع الألقاب فهذا بطل الاستقلال وذاك أمير العود وتلك سيدة الغناء، ولأسباب موضوعية لا تجد في صحفنا ولا صحف غيرنا، ذكر أبطال وبطلات حقيقيين ذوي سٍِير ليس فيها شق او طق، وعندنا من هذا الصنف مئات الآلاف.. رجال فقراء وأميون أنجبوا وربوا خمسا او سبعا من البنين والبنات ومنحوهم أفضل تعليم متاح حتى «عجبوني كالوا العين».. وأمهات مطلقات أو أرامل تحملن عبء تربية وتنشئة العيال في نكران تام للذات.. رفضن عروض الزواج ونسين رغباتهن الشخصية الطبيعية في الطعام والملبس والزينة.. قبل نحو 3 أشهر التقيت بشابة من غرب السودان خاضت تجربتين فاشلتين في الزواج منذ سن ال15 وعاشت في حال من البؤس لن تجد في القاموس كلمة مناسبة لوصفها على نحو دقيق، وتلقفتها جمعية طوعية ودخلت بعد ان تجاوزت الثلاثين جامعة الاحفاد (في المستوى الثالث الآن) وهي الآن عضو في اللجنة التنفيذية لتلك الجمعية (التي لا يحضرني اسمها.. فمعذرة).
وهناك نساء متزوجات وعلى درجات متفاوتة من التعليم أدركن أن التعليم الحقيقي للعيال، يكون في البيت وليس في المدرسة، ونذرن وقتهن وطاقاتهن لمساعدة العيال في استيعاب واستذكار الدروس.. سميرة حمودة واحدة من هؤلاء.. التقيت بها لآخر مرة قبل 22 سنة ولكن علاقات قوية ظلت تربطني بها وبزوجها صديقي وزميلي عثمان عووضة حيث عملنا سويا في صحيفة إمارات نيوز الانجليزية في ابوظبي لأكثر من 8 سنوات.. عثمان صحفي ومترجم شاطر ولكن من يلتقيه خارج مكان العمل «لن يشتريه بقرش»، لأنه شخص ذو فلسفة غريبة خلاصتها «ما تشيل هم حاجة» لأن أي مشكلة إما قابلة للحل (وفي هذا خير وبركة) وإما لا حل لها ومن ثم لا جدوى من مفاقمتها بتحويلها الى «هم»، ولم يحدث قط ان وجدت عثمان إلا مبتسما او ضاحكا: فوق كم؟ لا أدري.. ذات مرة دخل علي ضاحكا وقال: تصور حيلتي في الدنيا كلها 300 درهم وضاعت مني.. ولعل الدليل الدامغ والحاسم على ان صاحبنا هذا يتعامل مع الحياة وتصاريفها بعفوية أنه المغترب الوحيد من بين من اعرفهم الذي ظل يعمل في نفس المؤسسة لأكثر من 30 سنة.
وامرأة تصمد مع زوج كعثمان عووضة لابد وأن تكون استثنائية..ليس لأن عثمان شخص «كارثة» كزوج، ولكن لأنه وكما أسلفت لا يشيل هم أي شيء.. وهكذا وجدت سميرة نفسها زوجة وأماً، وأمين خزينة ومحاسبا وضابط علاقات عامة (في ما يتعلق بالواجبات الاجتماعية).. ورغم التناقض الظاهري في شخصيتيهما إلا أنهما منسجمان، وقد يرتفع صوت سميرة بين الحين والآخر ولكن ليس بالسباب او المهاترات بل لتلكز عثمان «عسى ولعل» ثم «قنعت من خيرا فيه» وكفت عن الصراخ نهائيا.. وما جعلني اتذكر سميرة بعد كل هذه السنين هو أنني تذكرت كيف تحولت الى شخصية أخرى عندما دخلت بنتها «البكر» المدرسة.. ثم جاء بعدها الولد.. وتحولت سميرة الى مدرس خصوصي لعيالها في كل المواد.. شيء عادي، فهناك ملايين أولياء الأمور الذين يعينون عيالهم في الدراسة، وأنا من بين أولئك الملايين، ولكن سميرة تفوقت علي وعلى غيري بكونها لم تقل مثل ما قلت أنا: لا علاقة لي بالرياضيات.. خارج نفسك.. كانت سميرة مثلا ضعيفة الإلمام باللغة الانجليزية ولكنها وبالمذاكرة مع عيالها وجدت نفسها تتطور معهم أكاديميا.. يعني صارت تذاكر الانجليزية حتى تستطيع مساعدة العيال.. تفعل ذلك وزوجها عثمان من النوع الذي يدخل البيت في الثالثة عصرا ومعه عشرة أشخاص (بدون سابق إنذار) ليتناولوا الغداء معهم.
ذات مرة قال لي عثمان ان سميرة سافرت السودان ل»بناء بيت» فسألته: ومن اين سرقت المال اللازم للبناء (كان سؤالا في محله لأنني أعرف أن قاموس عثمان لا يضم كلمة «الإدخار») فكان جوابه: سرقت قروشي طبعا.. برشتت من مصاريف البيت وسلسلت من جيبي قروش زيادة.. وبتلك الطريقة بنت سميرة لعثمان والعائلة بيتا جميلا وظلت طالعة ونازلة لسنوات تشرف على تشييد بيت لم يكن عثمان يعرف حتى موقعه الجغرافي.
تحياتي لسميرة وأخواتها من جنس النساء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 1:59 pm

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 1126200764247AMjafabbas
[size=25]جعفر عباس


سيد شبر


كان مقالي الأخير عن صالح شبر، الذي يعتبر بحق أول داعية إسلامي في جزيرة بدين.. قد يغضب هذا الكلام بعض أفراد عائلتي التي تحمل لقب «فقير نسي» أي أحفاد الفقهاء (الذين اضطلعوا بتعليم القرآن وتعمير المساجد لعدة قرون)، فمنذ ان نال الدرجات العلمية الرفيعة في العلوم الدينية جعل صالح شغله الشاغل توعية الناس بأمور دينهم مع الانخراط في أمور دنياهم بالعمل معهم في الحقول وغيرها.
لصالح هذا أخ يعيش الآن في الحاج يوسف، ويعاني من ويلات تعقيدات السكري واسمه سيد إدريس صالح شبر.. كان يسبقني في المدرسة الابتدائية بعام او اثنين، ولكننا كنا نتعامل معه ك «مدرس» فقد كان فارع القوام وفصيحا يقول كلاما «كبيرا» بالعربية والرطانة.. كان ذكيا فطنا و»لايوق» وينشف ريق المدرسين بأسئلة صعبة لأنه لم يكن ببغاء مثلنا تردد كلام كتب الحكومة بلا نقاش.. ثم اختفى من شاشة راداري بعد ان التحق بمعهد التربية وصار مدرسا في المرحلة الابتدائية، والتقيت به مجددا وأنا طالب بجامعة الخرطوم.. وما أدراك ما جامعة الخرطوم في ذلك الزمان.. كان من يتخرج منها يجد القبول للدراسات العليا في كيمبردج واوكسفورد وهارفارد بالمزيكة وبلا حاجة الى انترفيو او معادلة شهادة، وكنا نمارس الاستعلاء على الدارسين في الجامعات الأخرى أجنبية كانت ام محلية .. شخصيا كنت اعتبر نفسي قارئا نهما لكل صنوف الكتب، ثم اكتشفت انني «ولا حاجة» مقارنة بسيد ادريس.. قرأ كل شيء من مقدمة ابن خلدون الى روايات هندي عوض الكريم (كان رجلا شاطرا يصدر كتابا يحمل كلمات الأغنيات الرائجة و.. بالمرة يكتب قصة طويلة مسلسلة بالاشتراك مع صديق له يدعى مصطفى الكضبي)
وبعد نحو 15 سنة في التدريس قرر الحصول على درجة جامعية وجلس لامتحان الشهادة ونجح بتفوق.. تذكر أنه خريج معهد تربية ينتج مدرسي المرحلة الابتدائية وبالتالي فحصيلته من الانجليزية مثلا تحت الصفر بقليل، ولم يكن بمقدوره لاعتبارات مالية التفرغ للدراسة الجامعيةـ وهكذا التحق بكلية القانون بجامعة القاهرة فرع الخرطوم حيث الدراسة مسائية.. وطبعا وزارة التربية تعجبك في النكد والتنقلات العشوائية للمعلمين.. بعد التسجيل في الجامعة وجد سيد شبر نفسه منقولا الى مدرسة في دارفور، فاقترحنا عليه ان يستقيل من التدريس والتفرغ للدراسة مع البحث عن عمل آخر (وكانت الوظائف وقتها بالهبل لكل ذي جدارة)، ولكنه توجه الى دارفور وظل يأتي الى الخرطوم مع موعد الامتحانات الجامعية واكمل دراسته في اربع سنوات بتقدير ممتاز،.. ثم «عملها» مرة أخرى.. جلس لامتحان المعادلة ونجح على الفور.. هناك من تخرج في الجامعة قبل 30 سنة ولم ينجحوا في ذلك الامتحان الى يومنا هذا.. خذ في الاعتبار ان الامتحان كان بالانجليزية وسيد شبر كان شبه ماحي في تلك اللغة، ولكن وبقوة الإرادة ولأنه ذكي بالفطرة فإن سيد صار «بلبل» في اللغة الانجليزية.. وكان جميع معارفه موقنين أنه لو دخل مجال المحاماة فسيصير ذا شنة ورنة وملايين خلال سنوات معدودة، ولكنه ركب رأسه الناشف وأعلن أنه لن يرضى بغير التدريس مهنة.
كنت في أبو ظبي عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من سيد إدريس من سلطنة عمان، وقال لي كلاما جعلني أحس بأنه مستلطن أي محشش، وبعدها بأيام وصلتني منه ملزمة ضخمة من الأوراق تتكلم عن «المنظور الاحتباطي».. قرأت الأوراق نحو ست مرات وأحسست بخلل في قواي العقلية.. سيد توصل الى شفرة لفك رموز الأحلام تمثل مفتاح علاج العديد من الاضطرابات النفسية مثل الفصام والهلوسة والبرانويا.. قابلت وأعرف عديدين تعافوا على يد ابو السيد.. المسألة ليست تخاريف، بل تقوم على معطيات متفق على معظمها في علم النفس الاكلينيكي، وقد اطلع سيد على كل ما كتبه فرويد والتجاني الماحي وغيرهما من عمالقة الطب النفسي،.. وبالمناسبة، لو أراد الله لك البهدلة فحاول ان تكافئ سيد نقدا او عينا لأنه عالج قريبا لك.
وهناك أطباء نفسانيون مقتنعون تماما بجدوى المنظور الاحتباطي، ولكن مشكلة سيد أنه يخشى ان يطرح مفاتيح رموز الأحلام التي توصل اليها في منبر علني، فيسرقها منه بعضهم وينسبونها الى أنفسهم خاصة وأن سيد لا يحمل مؤهلا تقليديا معترفا به.. والأطباء يقولون: لا نستطيع ان ندلي برأي حاسم حول النظرية حتى يطرحها أمامنا بالكامل.
ويا عزيزي سيد اطال الله عمرك اطرح كل ما عندك عبر أي منبر تختار واعتبره هديتك لوطن تحبه وتحملت في سبيله شتى صنوف البهدلة.. احتسبها يا أخي فقد عشت طوال عمرك «مفلسا» لأنك كنت تشيل هموم الآخرين ولن تزداد فقرا او غنى برفع القيد عن رموزك ومفاتيحها.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 2:03 pm

خالد الكيك (1)

في أغسطس من عام 1971 رزقت بنت خالتي نورة رحمها الله بولد، وعندما مددت يدي أبارك لها المولود قالت لي باسمة: سميته خالد الكيك، كانت قد التقت أكثر من مرة بصديقي الراحل خالد حسين احمد عثمان الشهير بالكد، وأعجبت به أيما إعجاب لأنه كان من النوع الذي يدخل البيوت فيدخل في قلوب الأمهات والحبوبات، فقد كان أم درمانيا typical نمطيا وإن شئت فقل stereotypical وكشأن كل الأم درمانيين الأصلاء، كان يمد علاقته بكل من يعرف الى الأسرة الممتدة، ويمشي في الأسواق الشعبية ويتبادل التحايا مع خالتي سكينة وعم شريف وخالتي السرة.. باعة الكسرة والصرماتية (الإسم القديم للإسكافي وأظن أنني بحاجة أيضا الى شرح كلمة اسكافي: من يتولى إصلاح وترقيع الأحذية) وسائقي التاكسي والعربجية والمراكبية على شواطئ أبروف.. كان خالد في تلك الفترة من عام 1971 هاربا من حكم مؤكد بالإعدام أصدره عليه جعفر نميري بعد فشل انقلاب الضباط الشيوعيين بقيادة هاشم العطا.
وعدت القراء في سلسلة المقالات هذه أن أتناول سير أناس عاديين أنجزوا الكثير ويستحقون التحية والتقدير، فلماذا أتكلم اليوم عن خالد الكد الذي يعرفه معظم السودانيين؟ أتكلم عنه لأن معظم من يحسبون أنهم يعرفونه «لا يعرفونه».. اسمه مرتبط في أذهان الكثيرين بمحاولات انقلابية، بينما لم يشارك خالد سوى في إنقلاب واحد فاشل وهو بعد حديث التخرج من الكلية الحربية، ولتأكيد ان الكثيرين لا يعرفون الكثير عن خالد، أقول إنه ولكونه كان ابن بلد وضكر ومعنيا بقضايا الوطن بنية خالصة فقد اكتشفت المحكمة العسكرية التي مثل أمامها بتهمة محاولة قلب نظام الحكم، أنه لم يسند الى نفسه أي منصب في الحكومة او مجلس الثورة بل ومن المفارقات أنه كان قد وضع اسم رئيس المحكمة التي كان يمثل أمامها (المرحوم عمر الحاج موسى) ضمن أعضاء مجلس الثورة.. خالد خرج من الجيش وهو ملازم ثان وجاء انقلاب جعفر نميري وصحبه في 25 مايو 1969 وأعيد الى الخدمة برتبة رائد، وعندما حصلت كشة الشيوعيين في 16 نوفمبر 1970 طردوه من الجيش ويعتقد البعض ان خالد الكد شارك في إنقلاب 19 يوليو 1971 بقيادة هاشم العطا، بينما حقيقة الأمر هي أن هاشم كان يلتقي خالد بانتظام قبل الانقلاب ولم يخبره بأمره.. فقط بعد نجاح الانقلاب (وهو نجاح لم يدم أكثر من 3 أيام) أوكلوا إليه حراسة المطار .. وقد حز ذلك في نفس خالد كثيرا واعتبره استخفافا بشأنه، بينما تعلل هاشم العطا بأن خالد كان شخصا مكشوف الحال كيساري متطرف.
اعتذر لهذه التخريمة الكبيرة، لأنني ومن واقع معرفة لصيقة لخالد الكد وأهل بيته، أحببته، ليس بسبب آرائه ومواقفه السياسية، ولكن لكونه شهما نبيلا عفويا ومثقفا وصاحب حس دعابة رفيع.. كان في السجن عندما تزوجت وما زلت احتفظ برسالة «التهنئة» التي هربها إلي من السجن.. كانت الرسالة موجهة الى عروسي (زوجتي) وكانت من نوع: شد حيلك يا بنت الناس.. المؤمن مصاب.. وقل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.. شدة وتزول.. ولأنه كان يصادق العوام فقد امتلك قاموسا ضخما من المصطلحات والمفردات التي تستخدم في غير موضعها: اصبر، الأيام «بينما».. وذاك الذي ذهب الى بريطانيا مرافقا لقريب له مريض، وصار يطعم كلامه بمفردات إنجليزية أمام أصحابه الذين كانوا فخورين بأنه «لقط» الإنجليزية في أقل من شهرين، وذات يوم وفي حضور خالد تساءل أحدهم: القعونجة (الضفدع) شنو بالإنجليزي؟ فرد الخواجة الأسود: أظن فريد.. فردوس.. استغفر الله .. فاروق.. فاروق.. كما يقولون في كرة القدم «جلَّت» ببوصة فالكلمة الصحيحة هي فروق frog .. استطيع ان أؤلف كتابا عن خالد الكد ولكن للمساحة أحكام فإلى مقال آخر عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 2:04 pm

خالد الكيك (2)


هو خالد حسين احمد عثمان الكد، شايقي من جلاس، ولكنه نشأ في أب روف، وكان رحمه الله أم درمانيا متطرفا مثل الراحل الجميل علي المك (وقد رثاه الشاعر الودود علي عبد القيوم بقصيدة جميلة: يا علي المُعلَّى / يا رحاب المودة / يا طفل الفضاء الرحيب ويا تاجنا قد تجلى.. لا يحتويك الغياب ولا يحتويك الرحيل/ تحتويك البلاد التى أوغلت فى العويل/ يحتويك الأديم الذى شاد مجد الطوابى/ واستضاف فناء القماير/ تحتويك المدائح صداحة بين صمت المقابر/ تحتويك المدينة تلك التى لم تغادرها طائعا/ أنت غادرتها.
حينما سادها الجهل فجا قبيحا/ واستباها العساكر).. وقلت في مقالي السابق إن معظم الناس يعرفون فقط أنه كان ضابطا في الجيش ومغامرا يعشق قلب الحكومات.. مع ان المدة التي أمضاها في الجيش لا تزيد على 18 شهرا ولم يشارك سوى في محاولة انقلابية واحدة، ولكن ولأن جميع أقرانه في الجيش كانوا يعرفون فيه الجسارة فقد كانوا يحسبون له ألف حساب.
دعوني أحدثكم عن خالد الكد الذي لا تعرفونه والذي أسمت بنت خالتي نورة مولودا لها على اسمه ولكن على ان يكون خالد الكيك (البطل).. دخل الكلية الحربية بعد إكمال المرحلة الثانوية وطرد من الجيش وهو ضويبط برتبة ملازم ثان، وظل بقية عمره مشردا ومطاردا، وكنت تلتقيه في تلك الظروف وتحسب أنه عبد المنعم محمد او أبو العلا (اسمان كانا من ذهب أيام الثراء الحلال).. ضاحك على الدوام وأقرع ونزهي.. يعني مفلس وكريم.. يقترض المال من أم درمان ليعطيه لشخص محتاج في الخرطوم ثم يقطع 15 كيلومترا على قدميه وصولا الى بيت قريب او حبيب.. كان أول ما لفت انتباهي في خالد ثقافته الموسوعية.. تذكروا ان النكات عن الجياشة في ذلك الزمان كانت أكثر من نكات البرابرة والرباطاب في أيامنا هذه، وكانت كلها تصور رجال الجيش بأنهم لا يستخدمون عقولهم بسبب انبطاحهم على التعليمات وقواعد الضبط والربط.. وفي ما بعد وعندما سمقت قامات العديد من الضباط في مجالات الأدب والفكر والثقافة عرفنا سر بقاء تلك المواهب مقبورة: التربية العسكرية الصارمة في الجيش السوداني قبل تورط العسكريين في لعبة الحكم كانت تجعل ضباط الجيش يعزفون عن المنابر العامة، بل ومنكمشين حتى في علاقاتهم الاجتماعية (كان حتى طالب الكلية الحربية يعرف منذ يومه الأول فيها أنه ممنوع من استخدام المواصلات العامة، ومن مغادرة البيت حتى في الإجازات إلا بكامل هندامه).
والكد ليس اسم عائلة خالد، بل لقب التصق بوالده لكونه كان «كد» kid صغير السن والحجم عند التحاقه بكلية غردون.. وتربى خالد في بيت علم واستنارة، فأبوه حسين كان من مؤسسي المنتدى المعروف ب»الأبروفيين» وهم مجموعة سبقت العديد من أفرادها الشيوعيين في طرح الاشتراكية (الفابية Fabians ) كحل لمشكلات البلاد والعباد.. وكان شقيقه الراحل طه حسين الكد موسوعة في الأدب العربي وقارئا نهما لشتى صنوف المعرفة، ويعتبره أستاذنا عبد الله الطيب أرفع قدرا من طه حسين «سيد الإسم»، ولكننا كنا نعتبره ديناصورا لأنه كان من أنصار الشعر «أبو ضلفتين» بينما كنا وخالد نحب السياب وعبد الصبور ومحمد المكي إبراهيم ومحمد عبد الحي وغيرهم من شعراء التفعيلة.. نجلس في نص الحوش في اب روف ونتعمد استثارة طه حتى يقول مثلا: نزار قباني بتاعكم ده مفروض يجلد في ميدان عام لأن ما يرتكبه قلة أدب وليس أدبا.. فيتصدى له متلقي حجج: عاجبني أدب امرؤ التيس بتاعك ده.. وهكذا تولع الشكلة وتتعالى الكواريك ويكون صهرهم مجذوب العجيل متمددا في عنقريب وينتهز فرصة التقاط المتشاجرين الأنفاس ويتساءل: يا جماعة الشعر قديمه على جديده فايدته شنو؟ فيطلق طه ضحكة مجلجلة ويقول قطع المجذوب قول كل خطيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 2:05 pm

مؤسسة يعقوب صالح

تعقيبا على مقالي السابق عن الأستاذ سيد ادريس شبر صاحب نظرية «المنظور الاحتباطي» الذي يفكك رموز الأحلام لعلاج بعض الاضطرابات النفسية، كتب السيد عبد الله الفاضل من العيكورة بالجزيرة في النسخة الالكترونية من هذه الصحيفة قائلا: عليك الله أكتب فيني مقال مزبط ومكرَّب زي مقال صاحبك ده/ ولو ما لقيت حاجة تكتبها عني أكتب أي حاجة من عندك .. هأنذا أكتب عنك يا ود الفاضل .. وأشكرك لأن مداخلتك هذه تتيح لي تبرير تناولي لسير أشخاص مغمورين «نسبيا» بينما هم يستحقون الإشادة.. أكتب بالطبع عن أناس أعرفهم جيدا وأدرك ان هناك الآلاف من بني وبنات وطني العاديين جدا الذين تستحق مسيرات حياتهم الرصد والتسجيل.. أتذكر هنا ذلك المقال الجميل الذي كتبه الزميل محمد عبد القادر مدير تحرير هذه الصحيفة عن بائعة الشاي في مبنى الصحيفة التي وافتها المنية.. كتب عن شابة فقيرة ناضلت بشرف كي تكسب قوتها وقوت أبناء المرحومة شقيقتها، ودمعت عيناي كما «لن» تدمع عند وفاة مناضلي المايكروفونات الذين لا يكاد يمر يوم دون أن نرى وجوههم العبوسة وأصواتهم المنكرة.. حاولت في سلسلة مقالاتي الأخيرة وسأظل أحاول على مدى عدة مقالات تالية الكتابة عن بعض الأشخاص العاديين الذين حفلت حياتهم بالسمو والكفاح والكرامة وحسن الخلق واحترام «الأصول»
قبل نحو أسبوع فجعت عائلتنا برحيل عثمان يعقوب صالح.. كان أكثر من «عادي»، لمن لا يعرفونه جيدا، ولكنني وأقاربه من الدرجة الأولى نعرف عنه أنه عاش كل حياته لأفراد عائلته.. وبعد وفاة والديه سخر كل طاقته وماله لراحة إخوته وبالتحديد أخته فاطمة.. كان «كسيبا» ويربح مالا ليس بالقليل من العمل الحر، ولكنه ورث عن أبيه يعقوب السبهللية في التعامل بالمال.. ظل طوال السنوات الأخيرة يعاني من تعقيدات السكري وجرح عنيد لا يندمل، ولكنه نظم حياته بحيث لا يمد يده حتى لإخوته، وكان يغادر البيت يوميا طلبا للرزق.. سأورد مثالا واحدا على ان عثمان رحمه الله ينتمي الى جيل مهدد بالانقراض: أنفق الملايين تلو الملايين لإعادة بناء بيت العائلة.. لم يقل هذا البيت «ورثة» ونصيبي فيه كذا متر.. حاشا.. طالما هو بيت العائلة فليكن جميلا يليق بالعائلة
دون سائر الأهل تربطني بالمرحوم عثمان علاقة حميمة، وهي أننا ولدنا في نفس اليوم من نفس الشهر والسنة، تخيل مدى الفيجعة عندما يموت شخص ما ليس فقط قريبك وحبيبك، بل شاء الله ان تتعزز تلك العلاقة بتزامن الوصول الى الدنيا.. بيت عمنا يعقوب صالح في حي الدناقلة جنوب في الخرطوم بحري ظل مؤسسة اجتماعية (وإن شئت قل تكية) استطيع أن أجزم أنه لم يمر يوم واحد دون ان يكون في البيت ضيوف مقيمون إقامة دائمة او شبه دائمة على مدى أكثر من نصف قرن.. كان يعقوب من مؤسسي سوق الخضار في بحري، واعتقد انه كان يعمل في ذلك المجال فقط تفاديا لحياة الدعة والخمول.. لم اسمعه قط يتكلم عن الربح والخسارة أو عن النقود بصفة عامة.. المهم عنده تزويد البيت يوميا بلوازم الطعام .. كان يعود الى البيت بعد ان ينام الآخرون ويؤذن للفجر في المسجد القريب ثم يصلي ويتوجه الى السوق وهكذا عاش أناس عابرون في بيته لسنوات دون ان يروه أكثر من مرتين.. وأحيانا كان يعود الى البيت فلا يجد سريرا يستلقي فيه فيوقظ أحد أبنائه «قوم شوف ليك حتة تنوم فيها» وأحيانا كان ينتبه الى ان هناك وجها غير مألوف ويسأله: ولد منو أنت؟ ثم يعقب ذلك الترحيب غير المتبوع بالأسئلة المحرجة: اين تدرس؟ أين تعمل.. وهكذا نال بيت عم يعقوب مسمى «الرئاسة».. بلغة العساكر الكل «يجمع» هناك.. ولهذا كان الباب الخارجي للبيت بلا ترباس او سقاطة.. مفتوح 24 ساعة على مدى خمسين سنة.. «الرئاسة» بالنسبة للنازحين من اهل بدين طالبي العلم او العمل في الخرطوم.
عشرات الآلاف من البيوت السودانية كانت كذلك، وبيوت السودانيين المقيمين في جدة بالسعودية لا تزال في معظمها كذلك: امتداد لمؤسسة الأسرة الممتدة التي يتكافل أفرادها و»يتشايلون» في الحلوة والمرة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 5:18 pm


أبو الجعافر يا خطير

لا داعي لتصنع التواضع خاصة عندما تكون الحقائق جلية واضحه وبينه وساطعه ( تمثل الجمله السابقه جريمه فى مجال الصياغه الصحفيه خاصة الخبريه حيث ينبغي تفادى التكرار غير المجدي والبلاغيات السخيفه وإطلاق أربع صفات ذات ذات معنى واحد تقريبا على كلمة (( الحقائق )) تبذير لا طائل من روائه ) نعم يا جماعه هناك ادله قاطعه تؤكد أننى شخص استثنائى.. وقد تكون المفاجأه بالنسبه الى قارئ لكون انى كذلك بسبب ثروتي واموالي .. اكتشفت اننى غني وثري وموسر ومبحبح ومنغنغ (تاني؟) .. الحمد لله الواهب الكريم لم اكتشف انني غني الا مؤخرا والثراء وبالتالي الفقر والفاقه والعوز والحاجه (حشو للمره الثالثه) مسائل نسبيه ولكننى وبصراحه شديده صرت فى وضع اقارن فيه حالي المالي ليس بافراد مثل الامير الوليد بن طلال او الامريكاني بيل جيتس بل بكبريات الشركات ذات الاسماء الطنانه على مستوى العالم .

ندخل فى الموضوع : انا اغنى من اعرق واقدم شركة سيارات فى العالم الا وهي جنرال موتورز التى تفوق قيمة اصولها ترليون دولار كان حلمي ان اقتني سياره من صنع تلك الشركه وهاهو الحلم قد طار لان الشركه اعلنت افلاسها .. حدث نفس الشئ مع طائرة الكونكورد التى كانت سرعتها تفوق سرعة الصوت فقد عكفت على مدى اكثر من عشر سنوات فى توفير المال لشراء تذكرة تمكننى من ركوب الكونكورد ولو من الخرطوم الى ام درمان ( طبعا لو هبطت فى مطار الخرطوم لهبط المطار عشرة امتار ) واذا بأصحابها يسحبونها من الخدمه ... ما علينا ... ويا خوفي من افلاس شركات السيارات الالمانيه فبل ان أطفي ناري بركوب بي ام دبليو أو مارسيدس ’’ من الورقه ’’ الله يخلي لينا اليابان وكوريا .. الحكومه الامريكيه اعطت جنرال موتورز مليارات الدولارات ولكن مفيش فايده .. حتى قبل اشهار افلاسها كانت الشركه قد انهت خدمات 40 الف من العاملين واغلقت اكثر من الف وكاله كانت تبيع سياراتها فى مختلف انحاء العالم .
هذه الشركه التى كانت توصف بالعملاقه صارت قزما مقارنة بابي الجعافر فهي مدينه بـنحو 38 مليار دولار ومن اراد ان تثكله زوجات ابيه الثلاث فليزعم انني مدين له بمليم احمر او فلس بمبي .. لست مدينا لبشر .. ولم افنش اي اطرد احد ممن هم على ذمتي كما فعلت الشركه الامريكانيه .. واكتب هذه السطور وام الجعافر تصرخ فى مكان ما من البيت تسلأل عن مكان وجودي ( وانا مطنش لاكمال هذا المقال ) وعيالي الاربعه يتشاجرون حول الريموت كونترول .. وما زلت اقوم بالتزاماتي نحوهم بالزياده ويصادف الخامس من يونيو الجاري (عيد ميلاد) بنتي مروه ونكاية بجنرال موتورز سأشتري لها سياره المانيه ومن النوع الذى يسير بالريموت كونترول واعرف انها سترمي بها فى وجهي لان من لايعرف الصقر يشويه .
الكثير منكم اعزائي القراء افضل حالا من جنرال موتورز وجعفرال البدون موتورز احمدو ربكم وبلاش نقنقه وشكوى من الفلس والراتب اللي مش جايب همه .. وحتى لو كنت مدينا لبنك فانك افضل حالا من جنرال موتورز التي لم تجد بنكا يقرضها حق الشاي .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 7:12 pm

خالد الكيك (3)
لا أعرف كم حلقة سأكتب عن صديقي الراحل خالد الكد، لأن سنام ذاكرتي يختزن أطناناً من الصور والكلمات تتعلق بسيرته ومسيرته.. «الحالة» أنني لا أعتزم الخوض في أمر خالد «النمطي»، أي خالد الضابط الانقلابي او خالد الشيوعي او خالد الذي خرج من الحزب الشيوعي وكان من مؤسسي حركة القوى الجديدة (حق).. خالد الذي أعرفه يتألف من عدة شخصيات متجانسة ومتصالحة.. ابن البلد التقليدي.. المثقف المنفتح على كل الآفاق .. السياسي الجسور .. السجين المزمن الذي يعامله السجانون ك»سيد بيت»،.. خلال فترة اعتقالي في كوبر لاحظت كيف ان خالد لا يقبل من أي إساءة الأدب مع السجانين.. خاصة كبار السن منهم مثل العم الصول لوج، وقد استفدت شخصيا من الاحترام المتبادل بين خالد والسجانين.. فبعد الإفراج عن جميع من كانوا معي في الزنزانات الغربية، بقيت مع قبطان من دولة مجاورة كان معتقلا بعد ضبط كميات هائلة من الذهب على متن سفينة دخلت ميناء بورتسودان، وبدلا من توجيه تهمة «جنائية» له، اتهموه بالتواطؤ في عمليات تهريب لتمويل نشاط المعارضة.. سبق لي تناول حكايتي معه، ولا بأس من إيرادها مجددا: كلما دخل علينا عساكر السجن ل»التمام» شرع صاحبنا في الدعاء: اللهم انصر نميري على الإخوان المسلمين والشيوعيين والناصريين والبعثيين والمريخاب والهلالاب والخونة والمجرمين (أقاطعه: بس أنت مجرم وحرامي فلا تدعو على نفسك، فيصيح: أنا بتاع تهريب مش عدو للوطن!!).. المهم أنني لم أشعر بوطأة السجن، إلا خلال استفراد صاحبنا بي في تلك الزنزانات.. وكان خالد ومحمد وردي وغيرهما يقيمون وقتها في مستشفى السجن الملاصق للأقفاص التي كنا نقيم فيها، وأراهم بين الحين والآخر عندما يخرجون لتلقي العلاج في السلاح الطبي او مستشفى الخرطوم... قلت لخالد: الزول ده يا كتلني يا كتلتو.. فضحك وقال: في كل الحالات انت مقتول وكان يلمح بذلك الى ان القبطان قوي البنية .. ثم قال: شوف ليك عيا (مرض) محترم حوالي الساعة خمسة مساء وخلي الباقي علي.
وفي التوقيت المحدد كنت قد أذبت بعض حبوب الفيتامين الحمراء في قليل من الماء ونثرت «الدم المغشوش» على ثيابي وحول أنفي وتوجهت مترنحا نحو الديدبان (الحارس الذي يقف في برج على جدار السجن) فانزعج الرجل وما هي إلا دقائق حتى كان بعض الحراس ومعهم ممرض قد دخلوا علي وأنا أكاد أروح فيها في غيبوبة (السجناء السياسيون يتكلمون عادة عن بطولاتهم في المعتقلات ولكن ما حيلتي إذ لم أمر بأي موقف أثبت فيه بطولتي).. وضعوا قطنا طبيا في أنفي وحملوني «طب العصب» (اسأل عنها شخصا فوق الخمسين) ودخلوا بي مستشفى السجن وسمعت خالد يقول: لا حول الله.. الزول ده يحتاج نقل دم.. حاولت كتم ضحكتي ولكن القطن المحشور في أنفي طار من قوة «الكتمة».. وبعد ان افرنقع الحرس اكتشفت ان خالد أعد لي وليمة: عصير قريب فروت.. وكبدة ضان صافية بالبصل «مرارة».. قلت لجموع المعتقلين: يا أولاد ال... عاملين نفسكم مناضلين وراقدين في سراير نظيفة وتاكلوا أكل لم تذوقوه في بيوتكم!! أكلت الكبدة النيئة، وبعد ساعتين عينك ما تشوف إلا النور.. تسمم حاد (وتوابعه) وجفاف وحمى.. وكلما شتمت خالد واتهمته بمحاولة اغتيالي قال: انت ما وش نعمة وما متعود على أطايب الطعام.. وتسممت بالكبدة مرة أخرى في بيت شقيقة خالد «ملكة» في أبو ظبي في وليمة لوداعي بمناسبة انتقالي الى قطر.. وتأكد لي أن آل الكد يسعون لتصفيتي،.. وقبل سنوات صارت أخت خالد وأختي صفية «حبوبة» وزرتها مباركا وقدمت لي طبقا من الشوكولاتة فقلت لها: أشوف تاريخ الصلاحية أولا.. ووجدت صلاحية الشوكولاتة منتهية منذ 3 سنوات وشرحت لها ان الأمر لا يتعلق بالمؤامرة «الكدية»، بل بكوني أعرف ان المغتربين في الخليج وكلما اجتمعت عندهم كميات من الشوكولاتة في مناسبة ما يحتفظون بقسم منها لإهدائه لآخرين في مناسبات سعيدة، وهكذا قد يظل صندوق شوكولاتة يدور داخل مدينة ما لتسع سنوات!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
ابو احمد
المدير العام للموقع
المدير العام للموقع
ابو احمد


المشاركات : 588
العمر : 46
نقاط : 866
تاريخ التسجيل : 29/08/2008

ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابو الجـعافـــــــــر   ابو الجـعافـــــــــر - صفحة 4 Empty29/12/2009, 7:20 pm

خالد الكيك (4)

في الأيام الأولى التي أعقبت تعرفي على خالد الكد، كان أكثر ما لفت انتباهي فيه إتقانه العجيب للغة الإنجليزية.. لتعرف ماذا أعني، أذكرك بأنني خريج جامعة الخرطوم التي كان جميع الدارسين فيها يجيدون اللغة الانجليزية بدرجات متفاوتة، وأنني شخصيا تخصصت في اللغة الإنجليزية .. وأذكرك بأن خالد أكمل المرحلة الثانوية في «الأهلية» بأم درمان وصار «جياشي».. وبأننا في جامعة الخرطوم كنا نمارس الاستعلاء الأكاديمي على الدارسين في الجامعات الأخرى داخل وخارج البلاد، فما بالك بنظرتنا لخريج الكلية الحربية.. وبالتالي لم يدهشني أنه ذهب الى بريطانيا لدورة تدريبية في إدارة المستشفيات و»عمل انقلاب» ونال الماجستير في الأدب الإنجليزي (روايات جيمس جويس).. يقول صديق كان في بريطانيا وقتها إن خالد كان يهدف الى الالتحاق بالجامعة كطالب «ماتيور mature وهو نظام يتيح لمن اكتسب خبرة معينة في الحياة حرق المراحل والالتحاق بالمستوى الثالث في الجامعة.. وطلبت جامعة ألستر (إيرلندا الشمالية) من خالد كتابة شهادة شخصية personal statement وهي سيرة ذاتية مطولة.. وتم استدعاء خالد للجامعة لمقابلة رئيس شعبة الأدب الإنجليزي الذي تبادل حديثا عاديا مع خالد حول الأدب وأصيب بالذهول.. اكتشف ان خالد لم يقرأ فقط كل كلاسيكيات الأدب الإنجليزي بل متابع لكل جديد فيه وهكذا قال له: على الماجستير دوغري يا أبو الكد
بعد ان تكاثرت عليه محاولات الانقلاب العسكرية، مما أدى الى تسريح المئات من الضباط، قرر جعفر نميري أن (يتكافى شرّهم) بإسناد وظائف مدنية للضباط المبعدين من الجيش، وكان نصيب خالد منصب نائب مدير مستشفى الخرطوم الجنوبي، وكان ذا مستوى فندقي (يشهيك في المرض).. ولكن وكعادته، حوله خالد الى مستشفى شعبي ليس بمعنى الهبوط بمستوى الخدمات والنظافة فيه، ولكن بمعنى أنه أتاح للكثيرين من الغلابة لزوم عنابره وغرفه النظيفة متى ما تطلبت حالاتهم المرضية عناية خاصة.. وهكذا جاءه الابتعاث الى بريطانيا لدارسة إدارة، المستشفيات وانتهى به الأمر حاملا لماجستير في الأدب الإنجليزي.. خلال عمله في المستشفى فوجئ خالد ذات يوم بقوة من رجال الأمن تريد دخول المستشفى عنوة لاعتقال مريض فتصدى لهم، وبالمناسبة فقد كان خالد يتمتع بقوة جسمانية عجيبة، ولو عانقك بعفوية، تصاب بنوبة ربو «أزمة».. قطع خالد بطاقات أعضاء القوة وألقى بهم خارج المستشفى فألقوا به بدورهم -لاحقا - في السجن
كان لي خال أمريكاني (محمد عثمان حاج فرحان)، هاجر الى أمريكا وهو على أعتاب الشباب واستقر في السودان بعد التقاعد ولما أصيب بمرض في الجهاز الهضمي صار نزيل مستشفى الخرطوم الجنوبي، وأولاه خالد الكد عناية خاصة.. ذات نهار دخلت المستشفى وفوجئت بخالد منفعلا .. كان في حال لا يقدر عليها سواه: أن يكون غاضبا وضاحكا في نفس الوقت.. وانفجر في وجهي: بالله شوف المحس العواليق ديل.. أنا اتهزأ عشانكم؟ ما حدث هو انه فوجئ بسيارة فارهة مصحوبة بعربة إسعاف نظيفة تقتحم المستشفى وتتوجه نحو خالي الأمريكاني، وتحمله على نقالة.. حاول خالد اعتراضهم بمنطق انه لا يجوز إخراج مريض من المستشفى إلا بإذن من الطبيب ولكن دبلوماسيا أمريكيا صاح فيه: لن نسمح لمواطن أمريكي ان يرقد في مستشفى مبهدل كهذا.. ما «وجع» خالد هو أن المستشفى المبهدل هذا، كان دائما من نصيب أهل الثروة أو الفشخرة، وكان درة تاج وزارة الصحة!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hnen.ahlamontada.com
 
ابو الجـعافـــــــــر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 6انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحاج موسى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: